المذابح التي ترتكب بشكل يومي في غزة هي عنوان جديد على الهوان الذي غرقت فيه الشعوب العربية، والإسلامية، ودليل على مؤامرة الصمت، والتواطؤ التي انخرطت فيها للأسف عدد من الدول الغربية التي تقدم نفسها كراعي لحقوق الإنسان عبر العالم.
استشهاد أزيج من 21 الف من سكان غزة معظمهم من الأطفال والنساء يحلينا على المسؤولية المباشرة لأمريكا التي تتحمل مسؤولية الدماء التي أرقيت باعتبارها اكبر داعم ومتستر على جرائم إسرائيل في حق شعب اعزل.
عبارات التنديد الصدئة التي هرولت إليها عدد من الدول العربية لإخفاء عجزها وضعفها، بل وانخراطها في تفكيك القضية الفلسطينية، لم تعد تنطلي على الشعوب التي باتت تتابع كيف تهدم هذه القضية بمعاول الأصدقاء قبل الأعداء، بعد أن أسقطت فلسطين من لائحة الأولويات، وحل محلها اجتهاد محموم لإذكاء الخلافات والصراعات الداخلية بين الدول العربية، مع هدر مدخرات الشعوب في تأجيجها بغباء منقطع النظير.
سيحتفظ التاريخ لأمريكا بجريمة جديدة تضاف الى سجل سوابقها العديدة، في استهداف عدد من الشعوب والدول، وتسببها في قتل وتشريد وتجويع الملايين، بعد أن جرت على المنطقة ويلات الموت والخراب، تحت غطاء جلب الديمقراطية ودعم حق الشعوب في الحرية.
ما يحدث بغزة هو إرهاب حقيقي، وفرت له أمريكا وعدد من الدول الغطاء ،في الوقت الذي دفنت فيه عدد من الدول التي طالما تاجرت بهده القضية رأسها في الرمل، وهي تتابع كيف أصبح الدم الفلسطيني رخيصا ومستباحا.
كما تتابع يكف يباد شعب بأكمله،وكيف تضيع القدس وسط مؤامرة صمت تؤسس لنكبة جديدة، لن يسمح الفلسطينيون حتما باستكمال فصولها القذرة، مهما تطلب الأمر من تضحيات، والتاريخ علمنا أن الاحتلال مهما طال سيزول.