وضعت مباراة التعليم الاستدراكية وزارة التربية الوطنية في مواجهة أزمة تتناقض مع شعار الجودة الذي غلفت به قرار تسقيف السن وفق التصريحات الصادرة عن شكيب بنموسى.
مفتش تربوي أكد ل”نشيان” أن المباراة الاستدراكية التي لجأت إليها الوزارة لاستكمال العدد المطلوب أبانت عن مستوى كارثي، وضعف كبير لدى المرشحين، ومنهم ناجحون سيخضعون لتكوين مدته أربعة أشهر، قبل توزيعهم على الأقسام ليصبحوا في مواجهة تلاميذ بعضهم نوابغ في هذه المادة.
وحسب ذات المصدر فإن الوزارة تعامت عن الخصاص الكبير الموجود في خريجي مادة الرياضيات، وهو ما تبين من المباراة العادية، وفضلت اللجوء لدورة استدراكية كان هاجسها هو استكمال العدد لتفادي أقسام بدون أساتذة.
ووفق أستاذ للتعليم العالي فإن السنة المقبلة ستشهد كارثة حتمية في مادة الرياضيات، وذلك في ظل النزيف الحاصل على مستوى خريجي هذا التخصص، والذين يفضلون إما ولوج الأقسام التحضيرية، أو البحث عن آفاق أخرى بعيدا عن مهنة التعليم التي فقدت جاذبيتها بعد الهزات الاجتماعية التي تلت اعتماد نظام التعاقد.
ونبه ذات المصدر الى أن الوزارة تعامت عن هذا المشكل رغم أنه مطروح منذ سنوات، ليس فقط في مادة الرياضيات بل أيضا في مادة الفرنسية.
وحذر أستاذ أشرف على الاختبارات من أن ضعف مستوى عدد مهم من المرشحين للمباراة الاستدراكية، وقصر مدة التكوين يهدد جودة التحصيل في مواد مهمة خاصة الرياضيات التي تعد المفتاح الأساسي لولوج المعاهد العليا والتكوين في تخصصات علمية.
وكان قرار تسقيف سن التعليم، ومنع حاملي الاجازة في الاقتصاد من اجتياز مباراة أساتذة الرياضيات قد قلص حصيص المرشحين، وجعل الوزارة تلجأ لدورات استدراكية قالت مصادر “نشيان” أنها تؤكد وبالدليل القاطع تهاوي شعار الجودة الذي ركبت عليه الحكومات لفرض تسقيف السن.
كما تؤكد تهاوي شعار الجودة التي يرفعه الوزير بنموسى من أجل تبرير صرف الملايير ضمن مشاريع ب”دون ملامح” تضيف المصادر ذاتها.