أثارت نبيلة الرميلي عمدة الدار البيضاء، استياء كبيرا في أوساط فعاليات مدنية وسياسية، وذلك بعد تنصلها من وعد سابق كانت قد قطعته لجمعية “بحري”، وهي منظمة غير ربحية تسعى إلى حماية الساحل، سبق وتطوعت لتنظيف وتهيئة شواطئ المدينة بشكل مجاني دون مقابل، لتكلف عوضا عنها شركة ” البنيان للهندسة المغرب” مقابل صفقة ناهزت 2 مليون درهم لمدة ثلاثة أشهر فقط.
واستغربت هاته الفعاليات، من إصرار العمدة الرميلي على منح صفقة لنفس الشركة للعام الثاني على التوالي مقابل مبلغ ضخم، في الوقت الذي كان بإمكانها توفير كل هذه الأموال بمنح الترخيص والتسهيلات للجمعية المذكورة، والتي كانت تتولى تنظيف الشواطئ على مدار السنة بشكل تطوعي.
وكانت الجمعية قد حصلت على الموافقة الأولية من العمدة لتنظيف الشواطئ مجانا، حسب مقطع فيديو نشره رئيسها من اجتماع سابق جمعه بالعمدة، وقدم خلاله مشروعا لتحسين البيئة الشاطئية وتوفير أنشطة ترفيهية للمصطافين.
في السياق ذاته، وردًا على الصفقة عبر “سعد عابد”، رئيس “جمعية بحري” عن استيائه الشديد، مؤكدا ضمن مقطع فيديو تشاطره على صفحاته في مواقع التواصل الاجتماعي، أن الجمعية كانت تسعى إلى تحسين الشواطئ وتقديم خدمات مجانية للمصطافين، وأنها استطاعت تأمين تمويل خارجي وتعاونت مع عدة شركات لتحقيق هذه الأهداف، حيث تمكنت ولأول مرة في المغرب من جلب آليات متطورة خاصة بغربلة رمال الشواطئ.
وأضاف عابد أن العمدة نبيلة الرميلي تنصلت من وعدها ولم تمنح الجمعية أية رخصة، بل أصدرت السلطات إنذارًا للجمعية بإخلاء شاطئ عين الدياب من جميع التجهيزات التي أحضرتها، بما في ذلك أكواخ مخصصة لتقديم أنشطة مجانية للمصطافين من الأطفال والشباب.
وأشار إلى أن حملة الجمعية، التي انطلقت من أبريل إلى ديسمبر 2023، استفاد منها حوالي 4000 شخص بشكل مجاني، وشملت أنشطة مثل ركوب الأمواج، واليوغا، والكرة الطائرة، بالإضافة إلى خلق فرص عمل للشباب المتحدرين من المناطق والدواورير المحيطة.
وأكد عابد أنهم استفسروا الباشا بعد طردهم، والذي أبلغهم بضرورة الحصول على رخصة من العمدة، وهو ما لم يتحقق، مما اضطر الجمعية إلى جمع معداتها ومغادرة شاطئ عين الذئاب، لتتدهور بعد ذلك حالة الشواطئ بعد مغادرتهم، وفقًا لشهادات المصطافين. يقول عابد
يذكر ان شركة البنيان الهندسية، التي حازت صفقة تهيئة شواطئ الدار البيضاء، هي شركة متخصصة في الأعمال الطرقية، والهندسة المدنية، والبناء ولا علاقة لها بمجال البيئة على الاطلاق، حيث انحصرت مهامها العام الماضي في تجهيز الولوجيات والصنابير ورشاشات الاستحمام، وحاويات الازبال.