هل وضع بنموسى مباراة مدير أكاديمية الرباط في الثلاجة؟.. السؤال صار يُطرح بإلحاح من طرف الكثير من المتتبعين للشأن التعليمي، أخذًا بعين الاعتبار الشبهات التي لاحقت هذه المباراة منذ تاريخ الإعلان عنها، بعد أن تدخلت أياد خفية لتفصيل شروطها على المقاس.
الافت أن التصريح الذي أدلى به مصطفى بايتاس الأسبوع الماضي حول “البلوكاج” الذي طال منصب رئيس جامعة محمد الخامس يسري أيضًا على منصب مدير أكاديمية الرباط… الفرق، حسب مصادر نيشان، هو أن الوزير الميراوي يُحاول تنويم المنصب لفائدة صديقه، أما في حالة الوزير بنموسى، فإن الأمر تحول إلى فضيحة حقيقية ترجمتها أسئلة برلمانية أكدت، وبأدلة قاطعة، أن المنصب كان سيسلم كهدية لشخص على صلة بمسؤول كبير في الوزارة، في غفلة من بنموسى وحوارييه القادمين من صندوق الإيداع والتدبير، والذين يبدو أن “التخلويض” القديم الذي يقع في باب الرواح منذ سنوات يستعصي على فهمهم واستيعابهم.
البداية كانت بتخفيض شرط الخبرة المطلوب في المرشح لمنصب مدير أكاديمية الرباط خلفًا لأضرضور الذي صار تائهًا بين الوزارة والأكاديمية بعد عدم صدور تمديد جديد له.. الشرط، وبلمسة سحرية تُنسب لمسؤول اقترن تعيينه بفضيحة ريع حزبي، تحول من خمس سنوات إلى ثلاث سنوات فقط، والبحث في “سيفيات” من تقدموا للمباراة كافٍ لوحده للعثور على هوية من كان المنصب سيُقدم له على طبق من ذهب لولا انتباه بعض البرلمانيين لـ”التخوفيش” الذي وقع.
الصراع حول هذا المنصب امتد لمهاجمة الوزير بنموسى وشيطنة مستشاريه، خاصة بعد تسريب معلومة حول تقدم مستشارة في ديوان الوزارة بترشحيها لمنصب مدير أكاديمية الرباط… الحملة تجاوزت الوزير لمهاجمة المشاريع التي جاء بها واتهامه بالسعي “لتلبيص” أعضاء ديوانه على حساب “ناس التعليم”. وهي حملة تم تمويلها بسخاء، لكنها كانت مجرد رصاصة في الهواء بعد أن اختلطت الأوراق ليتم دحرجة التعيين في منصب مدير أكاديمية الرباط من مجلس حكومي لآخر.
ولأن هذا المنصب صار مثل دجاجة تضع بيضها في أكثر من سلة ما دامت أكاديمية الرباط تتحكم في صفقات مجتمعة بعشرات الملايير على غرار ما وقع في البرنامج الاستعجالي، فإن التحركات الهادفة لتوجيه مسار التعيين بعد انكشاف عملية “تزوير” الشروط امتدت لمحيط الحكومة،جاء ذلك بعد ربط الاتصال بوزير مقرب من أخنوش في محاولة لحسم أمر المنصب خارج أسوار وزارة باب الرواح بعد أن صارت روائح الشبهات التي تحوم حول المباراة حديث المسؤولين في قطاع التعليم.
مصادر نيشان قالت إن فحص قوائم الصفقات الأخيرة التي تمت على مستوى الأكاديمية، والتدقيق في ثروات بعض من يتحكمون في توجيه مسارها، كافٍ لوحده لفهم سر هذا الصراع الشرس حول منصب مدير أكاديمية الرباط، في الوقت الذي تمت فيه باقي التعيينات على مستوى مختلف الأكاديميات بهدوء وسلاسة، ما دام “المرق واللحم” محتكراً في أكاديمية العاصمة.
ذات المصادر أوردت بأن الرغبة في توريث المنصب تهدف للإبقاء على صبيب العمولات السخية التي جعلت بعض الموظفين يقضون عطلتهم في جزر تقع في آخر العالم، بعد أن تهرب الوزير والمفتش العام من فتح بحث في الطريقة التي مُنحت بها صفقة طبع مقررات خارج المغرب بـ9 ملايير لـ”تريتورة” كانت تنظم أعياد الميلاد لتتحول لمليارديرة في ظرف سنتين.