سلط فيلم فرنسي جديد الضوء على حياة فاطمة المجاطي “أم آدم”، المعروفة أيضا بلقب “الأرملة السوداء لتنظيم القاعدة”، والتي كانت إحدى أبرز الشخصيات المتطرفة في صفوف تنظيم داعش.
الفيلم، الذي يحمل عنوان “رابيا”، يتناول قصة جيسيكا، وهي شابة فرنسية تبلغ من العمر 19 عامًا، إلى سوريا للانضمام إلى تنظيم داعش، والتي عند وصولها إلى الرقة، تجد نفسها في منزل مخصص للنساء المستقبليات اللواتي سيتم تزويجهن للمقاتلين، وسرعان ما تصبح أسيرة لدى المغربية “أم آدم”، المديرة الكاريزمية التي تدير المكان بقبضة من حديد.
قصة الفيلم المستوحاة من أحداث حقيقية ومن حياة البلجيكية المغربية مليكة العرود، تناولت أيضا جزءا من سيرة فاطمة المجاطي التي وُلدت في الدار البيضاء، حيث نشأت وتعلمت القانون، ولكنها سرعان ما سلكت طريق التطرف.
في بداية العقد الأول من القرن 21، انتقلت مع زوجها عبد الكريم المجاطي إلى أفغانستان للانضمام إلى صفوف تنظيم القاعدة. وكان زوجها منسقًا لتفجيرات الدار البيضاء في 2003، ثم تفجيرات مدريد في 2004 ولندن في 2005، قبل أن يُقتل في أبريل 2005 في اشتباك مع قوات الأمن في السعودية.
بعد مقتل زوجها وابنها البالغ من العمر 11 عامًا، انتقلت فاطمة إلى الدار البيضاء مع ابنها الأصغر إلياس، وفي عام 2014، انضمت إلى تنظيم داعش في سوريا. ووفقًا لتقرير إكسبريسن، تولت فاطمة قيادة كتيبة الخنساء، وهي ميليشيا نسائية تابعة لداعش، قبل أن تشرف على إدارة مضافات النساء في الرقة، حيث كانت تضم نساء من جنسيات متعددة مثل الفرنسية والتركية والروسية والإسبانية، بهدف تجنيدهن للزواج من مقاتلي التنظيم.
ووصفت الفيلم فاطمة المجاطي بأنها كانت تتمتع بذكاء حاد وطموح كبير، مما جعلها واحدة من أبرز القيادات النسائية في داعش. ومع انهيار التنظيم، انتهى بها المطاف في السجن، لكنها تمكنت من الهروب في يونيو 2020 من مخيم الهول في سوريا. وتوفيت في بلجيكا عام 2023.
وقد ألهمت حياة فاطمة المجاطي فيلم “رابيا”، الذي يتناول قصة نساء فرنسيات انضممن إلى تنظيم داعش. الممثلة البلجيكية ذات الأصول المغربية، لبنى أزابال، قامت بتجسيد شخصية فاطمة المجاطي في هذا الفيلم، ليُظهر التحولات الكبيرة التي شهدتها حياتها.