أعلن رئيس حكومة إقليم الأندلس، خوان مانويل مورينو، يوم الأربعاء، خلال افتتاح المعرض السياحي “فيتور 2025” في مدريد، أن الإقليم سيضم أول ممر أخضر خالٍ من الانبعاثات في أوروبا.
سيربط هذا المشروع المبتكر بين مدينتي طريفة وطنجة في المغرب عبر خط بحري مدعوم بسفينتين سريعتين تعملان بالكهرباء بالكامل، إلى جانب تأسيس بنية تحتية موازية في ميناءي طريفة وطنجة المدينة.
وقال مورينو: “هذه أخبار جيدة. أن تكون رائدًا وأن تكون الأول دائمًا يضع الأندلس في مكانة متميزة. سيكون هذا الممر الأخضر، بفضل التكنولوجيا والجهود الاقتصادية التي تبذلها شركة “بالياريا” والموانئ المشاركة، نموذجًا للاستدامة في مجالي السياحة والنقل”.
وستتولى شركة “بالياريا” تنفيذ هذا المشروع الطموح، الذي تبلغ استثماراته الإجمالية 160 مليون يورو على مدار الـ 15 عامًا المقبلة.
ووفقًا لهيئة ميناء الجزيرة الخضراء، سيتم تخصيص 135 مليون يورو لبناء السفينتين الكهربائيتين وكهربة الموانئ ونظام شحن البطاريات.
وستبدأ السفن، التي تبلغ طاقتها الاستيعابية 804 راكبا و225 مركبة، في العمل بحلول عام 2027، أي بعد حوالي عامين ونصف من منح الامتياز الرسمي.
بالإضافة إلى كونه إنجازًا بيئيًا، يتمتع هذا الممر بتأثير اقتصادي واجتماعي كبير، فحاليًا، تنقل الخطوط البحرية بين طريفة وطنجة 1.6 مليون راكب سنويًا، وتوقع مورينو أن يصل هذا الرقم إلى 4 ملايين مع تنفيذ المشروع الجديد.
وسيُطلق على السفينتين الجديدتين اسما “إسبانيا 2030” و”المغرب 2030″، في إشارة إلى أجندة 2030 وكأس العالم لكرة القدم الذي سيستضيفه البلدان بشكل مشترك في ذلك العام.
وأكد مورينو من معرض “فيتور 2025” على الرمزية التاريخية لهذا المشروع قائلاً: “هذا يعزز التعاون والارتباط التاريخي بين ضفتي مضيق جبل طارق”.
وستتولى “بالياريا” تشغيل الرصيف رقم 3 في ميناء طريفة، لتحل محل المشغل السابق “FRS-DFDS”. وتشمل هذه المرحلة الجديدة تدابير أكثر صرامة لضمان إدارة مستدامة للخط البحري، بما يتماشى مع أهداف المشروع.
ومن المقرر أن يقدم رئيس شركة “بالياريا”، أدولفو أوتور، وممثلو ميناء الجزيرة الخضراء تفاصيل إضافية قريبًا حول هذه المبادرة، التي تعد نموذجًا للابتكار التكنولوجي والالتزام بالاستدامة.
وبهذا المشروع، تؤكد الأندلس دورها الريادي في التحول نحو نموذج نقل أنظف وأكثر كفاءة، وتعزز مكانتها كجسر استراتيجي بين أوروبا وإفريقيا.
(عن “أوروبا سور”)