بعيدا عن الأعين، بدأ شبح السنة البيضاء يخيم على كليات الطب بالمملكة في وقت تحاول الحكومة رفع من عدد الخريجين لمواجهة الخصاص المقدر بعشرات الآلاف، والذي يزداد استفحالا نتيجة الهجرة السنوية لآلاف الأطباء المغاربة نحو الدول الأوروبية نتيجة غياب ظروف العمل والتحفيز المادي.
وبدأ الوضع داخل كليات الطب يتعقد. فبعد شهور من مقاطعة الدروس الحضورية والنظرية، انطلقت اليوم الامتحانات على وقع المقاطعة، وهو ما يهدد بسنة بيضاء في ظل معركة كسر العظام بين الطلبات والحكومة من أجل الاستجابة إلى مطالبهم، ومنها عدم تخفيض ساعات الدراسة وإعادة النظر في سياسة استقبال الطلبة دون توسيع قدرات التكوين والتدريس.
في المقابل، سبق لعبد اللطيف ميراوي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، أن أعلن بمجلس النواب أن وزارته ووزارة الصحة استجابتا لـ45 مطلبا من أصل 50 تقدمت بها تنسيقية طلبة كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان، وإن النقاش جار للوصول إلى تسوية المطالب المتبقية.
بيد أن الطلبة لهم رأي آخر، ويعتبرون أن الحكومة لم تستجب لعدد من المطالب الجوهرية وعلى رأس الاحتفاظ بعدد ساعات التدريس المتمثلة في 700 ساعة، بعدما تقرر خفض سنوات التدريس من 7 إلى 6 سنوات. وفي انتظار التوصل إلى اتفاق بين الطرفين، يبدو أن المواجهة ستكون ساخنة وقد تتجه الأمور نحو مزيد من التعقيد خاصة أننا على بعد حوالي 4 أشهر من انتهاء الموسم الجامعي.