انتظر المغاربة كثيرا المدرب وليد الركراكي، ليطل عليهم بعد الإخفاق المبكر من كأس إفريقيا للأمم..
وبدل أن يعقد الركراكي ندوة صحفية يجيب فيها على الأسئلة التي تؤرق بال الكثيرين، فإنه اختار أن يطل عليهم من خلال نزوله ضيفا على قناة “الرياضية”..
ورغم أن الركراكي حاول أو أرغم نفسه على أن يبدي تفهمه للانتقادات التي طالته، لكنه للأسف لم يخرج من قوقعة المونديال..
بل إنه حتى وهو يحاول أن يظهر لنا أنه يتقبل الانتقادات، فإن الرجل بدا متعاليا، من خلال إشارته إلى أنه التقى بالمدرب الفرنسي الشهير أرسين فينغر، وأنه قال له إنه بعد الإنجاز المونديالي إذا لم يفز بكأس إفريقيا، فإن الانتقادات ستنهال عليه، وأنه سيكتشف وجها آخر..!!
وقال الركراكي إنه بعد الخروج المبكر من “الكان”، اكتشف حقيقة ذلك على أرض الواقع..
ألم يكن الركراكي يعرف أن واقع كرة القدم هو ما قاله له فينغر، وأن لا صديق للمدرب إلا النتائج، لكن الركراكي أقحم فينغر ليقول لنا أنه من طينة المدربين الكبار، وليذكرنا مرة أخرى بمونديال قطر..
الركراكي شدد التأكيد كذلك على أن “المدرب ملي كيربح كيكون مزيان، وملي كيخسر كيكون العكس، وما كيعرفش”..
وحتى وهو يتحدث عن أخطاء ارتكبها، إلا أنه لم يفصل ولم يضع النقاط على حروف أي خطأ.
أما في حالة نصير المزراوي الذي اصطحبه الركراكي إلى الكان وهو يحتر آثار الإصابة، فإن الركراكي لم يعترف بالخطأ، بل إنه قال إنه كان يراهن على مشاركته انطلاقا من الدور الثاني، أي أن الأماكن محجوزة لبعض اللاعبين، حتى لو كانوا مصابين، وفي ذلك تدمير للمنافسة داخل المنتخب الوطني..
ورغم تلميحه إلى أنه كان يود ألا يشرك حكيم زياش في مباراة زامبيا، فإنه كشف عن أن اللاعب أراد المشاركة في المباراة، وأنه كان يود إشراكه في 45 دقيقة فقط، لكنه أصيب دقائق قبل نهاية الشوط الأول..
وهنا لابد أن نتساءل أين هي شخصية المدرب؟
ما بين سطور تصريحات الركراكي، تحس أنه يريد أن يقول لنا: “نسيتو خيري في المونديال”..
وحتى في تحليله لأسباب إقصاء المنتخب الوطني المبكر، فإنه عاد ليتحدث عن سلسلة المدربين الذين لم يفوزوا مع المغرب باللقب القاري..
بمعنى، أن الركراكي يريد أن يقول لنا إن كل أسباب الخروج المبكر ممكنة، إلا أن يكون هو، ونسي أن السياقات مختلفة، وأن الكان بثمانية منتخبات، ليس ب12 ، أو ب16 أو ب24 منتخبا، وأن دوره هو قيادة المنتخب إلى الفوز باللقب، أو على الأقل الاقتراب منه، بدل ترديد أسطوانة ليست من صلاحيته..
المفروض في مدرب في هذا المستوى أن يوقظ حواس النقد الذاتي وان يبدي رغبة حقيقية في التعلم وتصحيح الأخطاء، لكن المؤسف في خرجة الركراكي هو أنها جاءت لتقول لنا إن مدرب المنتخب الوطني يعيش حالة إنكار للواقع، وهذا أكبر مشكل يمكن أن يواجهه مدرب أو منتخب وطني..