كاينة فكرة منتشرة عند الجالية فالخارج كتسمعها بزاف كلما جاو للمغرب أو فجروبات الفيس، و هي أن الحياة برا ما فيها تا ميزة، كتسمع بحال هاد الهضرة و كتشك فالأول ربما بنادم غي فلحظة إحساس بالغربة كتخليه يشوف الأمور بهاد السلبية، لكن فعلا هاد التصور عام عند غالبية الجالية ، و قد يكون فيه جزء من الصواب حيت الحياة صعيبة فين ما مشيتي حتى لو كنت عايش فأكثر البلاد تقدما و تطورا.
هذا جوهر الحياة كيفما كانت يصاحبها الكفاح و التعب، لكن كينساو الجالية ديالنا فجأة أن الخروج من المغرب كان حلم، كينساو الفساد الأخلاقي و السياسي لي عندنا، كينسى أنه جلس شهور جاي ماشي على قنصلية بلد ما، فسبيل يعيش فعسل بلادات الناس، فلحظة افتقاد لريحة الخبز و الحريرة و الجلسة فالقهوة ديال الحومة، فلحظة عامرة عاطفة و نوستالجيا لثقافة بلده، كيولي قطران المغرب ألذ بكثير من أي عسل ممكن تقدمولو ديك البلاد لاش هاجر.
و هادشي عندو علاقة بالارتباط العاطفي اللي كينشأ اتجاه كل حاجة كبرنا عليها سواء لهجة، ماكلة، لباس،تقاليد،عليها غي كنتحطو فمحيط ما كنتميوش ليه عاد كنتابهو أننا مفتاقدين لثقافتنا و هويتنا، و كتولي أي حاجة عندها علاقة ببلادنا، كنشوفوها عامرة بقيم الجمال و الذوق و المتعة، لكن واش ممكن نحطو حلاوة و جمالية التقاليد و الثقافة و العادات فمقارنة مع جودة حياة فيها الحقوق، الصحة، التعليم، فرص الشغل..
المغترب ابن العالم الثالث بصفة عامة ماشي غي المغربي، كينسى الوقفة و التجرجير لي دوزو فمستشفيات و مؤسسات بلده، كينسى شحال زوين تكون فبلد تصان فيه كرامتك و تلقى فرصة باش تعيش حياة حقيقية، مافيهاش معاناة بدائية، كتصارع باش تحقق بديهيات تجاوزها العالم المتقدم.
هذا غي محاولة لطرح عقلاني، واقعي، ما كيعنيش أنه خاص تقطع صلتك العاطفية ببلدك و هويتك..
راه الطبيعي هو أنك تبغي بلادك، و لكن لي ماشي طبيعي هو أنه فلحظة شوق لقصعة ديال كسكس تنسيك أنك عايش بكرامتك.