تحت عنوان: “ السيد الرئيس.. لا تسن قانون الهجرة”، وقّع العشرات من الممثلين والنقابيين والسياسيين الفرنسيين، نداء أطلقته صحيفة ”ليمانيتي” الفرنسية ضد إقرار قانون الهجرة المثير للجدل، وطلبوا من الرئيس إيمانويل ماكرون التخلي عن النص الذي تم التصويت عليه في البرلمان بفضل أصوات اليمين المحافظ والمتشدد.
من بين الموقّعين الذين تجاوز عددهم 150 شخصاً، لاعب كرة القدم والممثل السابق إيريك كانتونا، والمخرجة الحائزة على جائزة سيزار، أليس ديوب، والحائزة على جائزة نوبل في الأدب، آني إرنو، والأمينة العامة لنقابة CGT صوفي بينيه، بالإضافة إلى الممثلين جان بيير داروسان ولوور.
ووقّع على هذا النداء أيضا الفيلسوف إتيان باليبار، والمؤرخ بيير روزانفالون، الذي يؤكد أن قانون الهجرة هو “نقطة انطلاق حقيقية للأيديولوجية القومية لليمين المتطرف”. وكذلك فعل العديد من المسؤولين المنتخبين اليساريين، في مقدمتهم عمدة باريس آن هيدالغو (الحزب الاشتراكي) وعمدة مدينة غرونوبل إريك بيول، والسيناتور يانيك جادو (حزب الخضر- أنصار البيئة) والنائب البرلماني فابيان روسيل (الحزب الشيوعي) وجان ليك ميلانشون، زعيم حزب “فرنسا الأبية”.
وجاء في النداء التوضيح أن مشروع قانون الحكومة للهجرة تم اعتماده بدعم اليمين المتطرف، ومن دون مناقشة حقيقية في البرلمان، وأدى إلى انقسام المعسكر الرئاسي. وأكثر من ذلك، فقد كسر أسس الجمهورية الفرنسية، من خلال غرس سمّ التفضيل الوطني المعادي للأجانب، ومن خلال التشكيك في حقوق الأرض (حق الحصول على الجنسية بالولادة). وهو بذلك ينتهك مبادئ المساواة وعدم التمييز، التي تعد أساس ديمقراطيتنا، كما يقول الموقعون على النداء.
فأمام هذا الخطر، دعا الموقعون رئيس الدولة إلى أن يتمالك نفسه، ويتراجع عن هذا النص الخطير، على حد وصفهم.
وقد ارتفعت حدة التمرد ضد قانون الهجرة، حيث قالت المناطق الـ32 التي يقودها اليسار، إنها “لن تطبق” بعض الإجراءات التي نص عليها القانون. كما دان أكثر من 60 من رؤساء الجامعات في جميع أنحاء البلاد الإجراءات الواردة في مشروع القانون.
وكان الرئيس إيمانويل ماكرون قد اعتبر في مقابلة مع قناة “فرانس 5” مساء الأربعاء، غداة تبني البرلمان لقانون الهجرة، أن هذا النص يشكل “درعا تفتقر إليه فرنسا” على حد تعبيره، مضيفا أنه يعد كذلك “نصا مفيداً”، وأن بعض نقاطه “حتى لو لم تكن مرضية، لكنها لا تبرر تعطيل كل شيء”.