شرعت غرفة الجنايات الابتدائية بالرباط في محاكمة المتهم بارتكاب مجزرة حي الرحمة بسلا ويتعلق الأمر بمهاجر مغربي يتابع من أجل تصفية ستة من أفراد عائلته وحرق جثثهم.
وكانت السلطات المغربية قد تسلمت المتهم بقتل شقيقه وأفراد آخرين من أسرته وإضرام النار في جثثهم من نظيرتها الإسبانية، في ماي من سنة2022 حيث تم إيداع المتهم بسجن العرجات، مساء نفس اليوم، بناء على تعليمات من النيابة العامة، ليحال من طرف قاضي التحقيق بتهم ثقيلة تتعلق بالقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد واضرام النار في مسكن واستعمال أساليب وحشية لتنفيذ الجريمة البشعة في حق الضحايا.
المتهم مهاجر مغربي مزداد سنة 1963 بمدينة مشرع بلقصيري، ويشتغل بإحدى شركات الغاز بالديار الإسبانية، ويحاكم على خلفية الاشتباه في ضلوعه المباشر في مجزرة سلا التي انتهت بمقتل ستة أشخاص، بعد قتلهم و إضرام النار في جثثهم.
وكانت السلطات الأمنية الإسبانية قد تمكنت في ماي من العام الماضي من توقيف المعني بالأمر، بناء على معلومات استخباراتية دقيقة لنظيرتها المغربية.
جاء ذلك على إثر مذكرة بحث دولية عممتها السلطات الأمنية المغربية لدى مصالح ’’الأنتربول‘‘، حيث نجحت السلطات الأمنية الإسبانية في توقيف المهاجر المغربي، المشتبه فيه الرئيسي المقيم في إسبانيا رفقة عائلته منذ سنة 2002، قادما إليها من مدينة الدار البيضاء، علما أنه سبق وخضع لتحقيقات تمهيدية لدى شرطة العاصمة مدريد لمدة أشهر، كما كان قد دخل في نزاع مع أسرته بالمغرب حول الإرث، وتحديدا مع شقيقه الذي تمت تصفيته إلى جانب أولاده وزوجة ابنه، قبل أن يتم اعتقاله من طرف الأمن الإسباني في بلدة ’’Castellón ‘‘ جنوب إسبانيا، بعد عملية رصد دقيقة ساهمت فيها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني بالمغرب
المجزرة التي أودت بحياة ستة أفراد من أسرة واحدة، من بينهم رضيع لم يتجاوز شهرين، هزت المغاربة بعد ذبح وحرق الضحايا بمنزل، بحي شعبي بالمدينة، و تحولت إلى لغز معقد بعد مرور أسابيع دون تحديد هوية المتورطين أو توقيف المتشبه في ارتكابهم لهذه المجزرة، التي جعلت المحققين تحت ضغط كبير بفعل الصدمة التي خلفتها الطريقة التي ارتكبت بها، والروايات المتضاربة التي تلتها، والتي حالت وفاة آخر ضحية بعد نقله للمستشفى دون الحسم فيها، ما أضاع على مصالح الأمن خيطا ثمينا كان سيقود لحل لغز هذه الجريمة مباشرة بعد وقوعها.
وكانت مصالح الأمن قد أصدرت بلاغا عقب الجريمة كشفت فيه أن ضباط الشرطة القضائية وخبراء مسرح الجريمة، انتقلوا، لمباشرة المعاينات المكانية والخبرات التقنية بسبب اندلاع حريق في مشتملات المنزل، وأن الجثث التي تم العثور عليها، كانت تحمل آثار جروح ناجمة عن أداة حادة وحروق بليغة بسبب اندلاع النيران التي يشتبه في كونها ناتجة عن مادة سريعة الاشتعال.
وأورد البلاغ أن المعاينات الأولية أكدت انعدام أية علامات بارزة للكسر على أبواب ونوافذ المنزل المكون من طابقين، والذي كان يتوفر على كلبين للحراسة في سطح المنزل، وان عمليات المسح التقني تمت بمسرح الجريمة من طرف تقنيي الشرطة العلمية والتقنية وضباط الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بغرض تجميع كل العينات البيولوجية والأدلة المادية والإفادات الضرورية لتحديد ظروف وملابسات وخلفيات ارتكاب هذه الأفعال الإجرامية التي فرضت على مصالح الامن تكثيف التحريات والاستماع لعشرات الإفادات للبحث عن أي خيط يمكن من الاهتداء لفك هذا اللغز قبل توقيف المشتبه به.