على الرغم من تزايد التحذيرات من الزراعات المستنزفة للمياه، في ظل موجة الجفاف التي يعرفها المغرب للعام السادس توالياً.
احتلت البلاد مراتب متقدمة ضمن مصدري فاكهة “الأفوكادو” التي تتطلب وفقا لـ “تقرير الندرة العالمية”، أربعة أضعاف كمية المياه التي يتطلبها إنتاج كيلو من البرتقال وعشرة أضعاف كيلو من الطماطم”.
ووصلت صادرات المغرب من الأفوكادو خلال هذا الموسم 45 ألف طن من الأفوكادو، أي 70 بالمائة من الهدف المحدد في 60 ألف طن لموسم 2023-2024.
يحدث ذلك، بينما يعيش المغرب حالة “إجهاد مائي”، دفعت السلطات الى اتخاذ مجموعة من التدابير لترشيد استهلاك المياه، من بينها تقليص مدة اشتغال الحمامات والرشاشات في عدد من جهات المغرب الى ثلاث أيام في الأسبوع، فضلا عن منع زراعة البطيخ بمختلف أنواعه في إقليم سيدي قاسم وفي مناطق أخرى.
ارتباطا بالموضوع، قال رئيس جمعية الأفوكادو المغربية، عبد الله اليملاحي، لموقع “فريش بلازا: “بلغت صادرات المغرب من الأوفكادو حتى 7 يناير 2024، ما يناهز 30 ألف طن لموسم، حيث وصلنا إلى ذروة الإنتاج والطلب خلال الأسبوع الثاني من يناير، ونقدر ذلك اليوم، بعد شهرين من نهاية الحملة لتبلغ الصادرات 42-45 ألف طن”.
وأوضح اليملاحي في تصريحه للموقع ” المتخصص في أخبار سوق الخضر والفواكه والتجارات الفلاحية : “أن تصدير 60 ألف طن من الأفوكادو هذا الموسم لم يكن سهلاً. وذلك نتيجة بعض العوامل منها ما هو طبيعي ومنها ما هو تجاري، حيث تضررت المحاصيل جراء عاصفة بيرنارد التي ضربت ساحل البلاد الأطلسي، وكانت قوية بشكل أكبر في العرائش، التي تعتبر مركز إنتاج الأفوكادو المغربي.”
وأضاف المتحدث ذاته: “خسرنا 6000 طن من الفاكهة بسبب العاصفة، وهو ما تسبب في تباطؤ أداء صادراتنا.”
وكانت البرلمانية فاطمة التامني قد سبق ونبهت في سؤال كتابي موجّه الى وزير الفلاحة محمد الصديقي الى ما تتسبب فيه، الأوفوكادو من استنزاف وإنهاك للفرشة المائية .
وقالت التامني في سؤالها : “في الوقت الذي يواجه فيه المغرب ما ينذر بأزمة حقيقية في الماء، دفعت بعدد من المواطنين للهجرة من قراهم، والمناطق التي يعيشون فيها بحثا عن شريان الحياة، خرجت تقارير تتحدث عن تصدير المغرب خمسة وأربعين ألف طن من الأفوكادو لدول أوروبية”.
وأضافت النائبة البرلمانية عن فيدرالية اليسار الديمقراطي “الجميع يعلم أن الأفوكادو، يعد من أكثر الفواكه والخضراوات استنزافا للماء، بحيث تؤكد تقارير علمية أن كل كيلوغرام من الفاكهة المذكورة، يستنزف أكثر من ألف لتر من الماء، وبالتالي فإن خمسة وأربعين ألف طن من الأفوكادو، استنزفت أكثر من أربعين مليار لتر من الماء كان سيستفيد منها المغاربة في احتياجاتهم المعيشية”.