بدأت أصوات في إسبانيا تحذر من حدوث اختلالات في التوازنات الجيوعسكرية الإقليمية في منطقة البحر المتوسط عقب التهافت المثير للسلطات الجزائرية على التسلح مستغلة ارتفاع مداخيلها من الغاز.
وفي هذا الصدد قالت صحيفة LaRazón الإسبانية إن الجزائر قد خصصت في عام 2023 مبلغاً إجمالياً يزيد عن 18 مليار دولار لقواتها المسلحة، مما يمثل نمواً بنسبة 76% في غضون عام واحد فقط.
وهو ما يمثل أعلى زيادة في الإنفاق العسكري في تاريخ الجزائر، الأمر الذي جعل الخبراء السياسيين والعسكريين الإسبان يدقون ناقوس الخطر حول تداعيات هذا التسابق نحو التسلح على ميزان القوى الإقليمي في منطقة غرب البحر الأبيض المتوسط.
منذ عام 1974، لم تشهد الجزائر زيادة سنوية بهذه الوتيرة العليا، ولم تسجل معدلا مرتفعا مثل الذي حدث في العام الماضي.
ويخلص المعهد الدولي لدراسات السلام في ستوكهولم (Sipri) إلى أن “هذه الزيادة تم تسجيلها بفضل ارتفاع قوي في الإيرادات الناتجة عن صادرات الغاز الجزائري إلى دول أوروبا التي تعاني من أزمة طاقية بسبب الحرب الروسية – الأوكرانية”.
مقارنة مع إسبانيا
وتظهر درجة القفزة الهائلة للإنفاق العسكري الجزائري عند مقارنتها بتلك التي حدثت في منطقة شمال إفريقيا كلها منذ عام 2014، التي لم تتجاوز 41%، مما يوضح أن معظم النمو الذي حدث في العقد الأخير يتمركز في السنة الأخيرة.
تتضمن البيانات التي قدمها معهد “Sipri”، والتي تُعتبر مرجعًا في قياس الإنفاق العسكري العالمي، ليس فقط ما تحتويه ميزانيات الدفاع الوطنية للحكومات المختلفة، بل تتضمن أيضًا معايير أخرى مثل مصاريف التقاعد والنفقات على الخدمات الاجتماعية العسكرية.
بناءً على مجموع المقاييس التي يعتمدها معهد “Sipri”، نجد أن ميزانية الدفاع الإسباني للعام الماضي بلغت 22 مليار دولار، بينما تجاوزتها نظيرتها بالجزائر بنسبة 82.4%.
الزيادة المثيرة للإنفاق العسكري التي تشهدها الجزائر في الأشهر الأخيرة قد تم تسجيلها بالفعل في تقارير دولية سابقة لهيئات مختصة أخرى منها (GFP)، والتي تحدثت عن هذا التطور غير العادي للتسابق الجزائري نحو التسلح.