استغرب زوار للمعرض الدولي للنشر والكتاب الذي تنظمه وزارة الشباب والثقافة والتواصل خلال الفترة من 9 الى 19 ماي الجاري في الرباط، من اقحام هاته الأخيرة لأسماء وصور عدد من الشخصيات التاريخية ذات الأصول المغربية أو العربية، ضمن رواق “أبطال مارفيل الخارقين”، الذين هم في الأصل شخصيات خيالية معروفة في “عالم الكوميكس والأفلام”، من قبيل “سبايدرمان” و”الرجل الحديدي” و”ثور” و”المرأة الخارقة” وغيرهم.
وتساءل هؤلاء وضمنهم “خبير تربوي” التقته نيشان في الرواق ذاته، عن السبب الذي دفع الوزارة إلى وضع صور هاته الشخصيات التاريخية، مثل الرحالة والمؤرخ والقاضي ابن بطوطة وزينب النفزاوية إحدى أشهر النساء الأمازيغيات خلال الحقبة المرابطية، جنبا الى جنب مع “شخصيات خيالية” ترتبط بالعنف والاقتتال، بشكل قد يُحدث ربطاً في غير محله ببين الفئتين.
واعتبر “الخبير التربوي” ذاته، أنه كان حريا بالمنظمين تخصيص رواق مستقل للاحتفاء بهاته الشخصيات التاريخية، وباسهاماتها في عدد من المجالات، عوض اقحامها بشكل غريب، ضمن رواق يحتفي بشخصيات خيالية من عالم الكوميكس.
وأردف المتحدث ذاته قائلا “لكن على ما يبدو أن المنظمين، حاولوا ربما ومن خلال هذا الاقحام استباق انتقادات محتملة من بعض الجهات، بشأن تخصيص رواق ضخم للاحتفال بأبطال خياليين دون أية إشارة الى الشخصيات الحقيقية التي ساهمت في تشكيل تاريخ المغرب”.
تأتي هاته الانتقادات أيضا في وقت سبق وكشفت فيه دراسة أمريكية، عن ارتكاب أفلام الأبطال الخارقين التي تقدمها شركتا مارفل و”دي سي” ما يقرب من 23 فعلا عنيفا في الساعة مقارنة بنحو 18 يرتكبها الأشرار في الأفلام الأخرى.
واعتمدت الدراسة التي أجرتها الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بولاية كاليفورنيا عام 2018، على 10 أفلام مختلفة للأبطال الخارقين صدرت في الفترة من 2015 إلى 2016، وبالتدقيق في الأفعال العنيفة التي تُرتَكب، وكانت النتيجة للأشرار كالتالي: المعارك في المركز الأول بمعدل 1.021، يليها استخدام الأسلحة بمعدل 659، ثم تدمير الممتلكات العامة بمعدل 199، القتل بمعدل 168، وأخيرا التعذيب بمعدل 144 مرة.
وأشار رئيس الأكاديمية الأمريكية روبرت أولمبيا، الى أهمية هذه الدراسة في تغيير صورة الأبطال الخارقين لدى الجمهور، لافتا الى أن “الآباء والأبناء يرون فيهم قدوة جيدة تغير في شخصياتهم للأفضل، دون أن يدركوا أن مشاهدة الأطفال للأبطال الخارقين قد تسهم في احتمالية توجههم للعنف وممارسته فيما بعد”.
تجدر الإشارة أن شخصيات مارفل الخارقة هي شخصيات خيالية تم إنشاؤها وتطويرها من قبل شركة مارفل كوميكس، وهي واحدة من أكبر الشركات الناشرة للقصص المصورة في العالم. تمتاز شخصيات مارفل بامتلاك كل منها خلفية قصصية معقدة وشخصية تميزها عن الأخرى. وقد حظيت هذه الشخصيات بشعبية هائلة على مدار السنوات، سواءً في عالم الكتب الهزلية أو في صناعة الأفلام والتلفزيون.