أثار قرار لرئيس الحكومة عزيز أخنوش بتنظيم مباراة لتوظيف ثلاث مهندسين مختصين على التوالي في كل من ” البستنة” “هندسة المناظر الطبيعية” و”الهندسة الهيدروليكية” ، إستغراب فاعليات سياسية، التي تساءلت عن حاجة “مصالح رئيس الحكومة” لهاته التخصصات، في الوقت التي جرى فيه العرف أن تُفتح مثل هاته التوظيفات من طرف “الجماعات الترابية”، بالنظر الى اختصاصاتها في مجال العناية بالحدائق العمومية وصيانة المنتزهات الجماعية، وتحسين “المناظر الطبيعية” في المدن، بالإضافة الى تنظيم وهيكلة مجاري الصرف الصحي المندرج ضمن تخصص “الهندسة الهيدروليكية”.
وأورد مصدر من المعارضة تحفظ على ذكر اسمه، “أن رئيس الحكومة ربما وقع لديه خلط بين منصبه على رأس الحكومة كسلطة تنفيذية، والمنصب الآخر الذي يتولاّه كرئيس للمجلس البلدي لمدينة أكادير ” مشيرا في السياق ذاته أنه “حتى لو افترضنا حاجة رئيس الحكومة لهؤلاء المهندسين كمستشارين أو خبراء” فإن القانون يتيح له الاستعانة بهم عبر التعاقد، دون أن يكون مضطرا لتوظيفهم وترسيمهم في مصالح رئيس الحكومة”.
في السياق ذاته استغرب المصدر ذاته، من تحديد إعلان المباراة لسن 18 سنة كحد أدنى للمترشيحن لهاته المناصب و45 كحد أقصى، لافتا أنه “وإذا كان الحد الأقصى مفهوما، فإن وجود مهندسي دولة في سن 18 سنة يبدو ضربا من الخيال، بالنظر الى أن الشخص البالغ هذا السن يكون لتوّه قد حصل على شهادة الباكالوريا أو في أفضل الحالات يكون في عامه الأول من الدراسات الجامعية”.
وفتحَ رئيس الحكومة، المباراة وفقا لنص القرار الذي يتوفر عليه “نيشان”، في وجه المترشحين البالغين من العمر 18 سنة على الأقل و 45 على الاكثر في فاتح يناير من السنة الجارية والحاصلين على شهادة مهندس دولة المسلمة من المدارس والمعهاد او المؤسسات الجامعية الوطنية المؤهلة لتسليمه أو احدى الشهادات المعادلة لها طبقا للمقتضيات التنظيمية الجاري بها العمل.
وتجدر الإشارة أن هذه هي المرة الثانية في ظرف أقل من شهرين التي يُطلق في رئيس الحكومة صفقات أو مباريات لها علاقة بالبستنة والتشجير والعناية بالمناظر الطبيعية، وذلك بعد أن سبق وتعاقد شهر مارس المنصرم مع شركة مختصة في “البستنة” وزراعة الورود، لتحسين المنظر المحيط بمقر “رئاسة الحكومة”، حيث استقرت الصفقة على شركة “جرين إكسبيرت”، المتواجدة في مدينة سلا، والتي ستشمل مهامها صيانة المساحات الخضراء لمقر رئيس الحكومة بالمشور، بالإضافة إلى الفروع المتواجدة بحي الرياض، وذلك مقابل 15 مليون سنيتم.