رغم الانتقادات العديدة التي لاحقت استعانتها بالمؤثرين وصناع المحتوى على مواقع التواصل الاجتماعي، من أجل الترويج لمختلف البرامج التي سبق وأطلقتها أو أشرفت عليها، وفي مقدمتها برنامج التشغيل “فرصة” الذي أسنده اليها رئيس الحكومة “عزيز أخنوش”، بعد أن نزعه من وزير التشغيل “يونس السكوري”، لازالت “فاطمة الزهراء عمّور” تصر على اعتماد نفس الاستراتيجية، بعدما أعلنت أخيرا عبر “المكتب الوطني المغربي للسياحة”، الذي يقع تحت الوصاية الإدارية لوزارتها، عن دعوة مجموعة من مستعملي “التيك توك” الأجانب للاستعانة بهم في الترويج للمغرب لدى جيل الألفية أو ما يصطلح عليه بـ “جيل Z”.
في هذا السياق ، أثار مهنيون في القطاع تساؤلات حول الغرض من استقطاب هذه الفئة إلى المغرب، خاصة في ظل ميول شباب TikTok إلى التجارب البديلة في السفر والسياحة، مثل الإقامة في الخيام أو في العراء، أو خوض مغامرات لطلب الاستضافة المجانية من طرف سكان القرى، بدلاً من الفنادق التقليدية والمطاعم التي لن تجني من ورائهم أي ربح.
وتساءل هؤلاء المهنيون، حول ما اذا كانت وزارة السياحة ومعها المكتب المغربي للسياحة، قد أخضعوا هاته الحملة لدراسة قبلية أو استشاروا جميع الجهات المتداخلة في المجال، أم أن الفكرة فقط بدت لهم مثيرة ظاهريا، لارتباطها بعدد المشاهدات، دون النظر إلى تأثيرها الفعلي في الميدان.
وكان المكتب الوطني المغربي للسياحة، قد بادر مطلع الاسبوع إلى اطلاق ما وصفه بـ ” تصور فريد لعملية انتاج وتوزيع محتويات عالية الجودة، أطلق عليها إسم: “تراند هاوس”، وذلك سعيا منه للفت اهتمام شباب “الجيل زد”.
وجاء في بلاغ صادر عن المكتب الوطني أنه وجه منذ بداية الأسبوع الجاري، الدعوة لجموعة من مستعملي التيك توك الذين يستقطبون ملايين المتتبعين، للغوص في أغوار الثقافة المغربية وزيارة العديد من المدن، قبل أن يستقرون بمدينة مراكش.
وأوضح البلاغ أنه سيتم استعمال “الترند هاوس” خصيصا لهذه العملية التي تهدف إلى التحفيز على الإبتكار لدى المؤثرين وتشجيعهم على إنتاج محتويات متنوعة تسلط الضوء على الثقافة، وفنون الطبخ، والأنشطة المحلية التي تميز وجهة المغرب عن باقي الوجهات العالمية.
وأفاد البلاغ أنه انطلاقا من ذلك، شرع مبتكرو المحتوى في استكشاف وتصوير جوهر المغرب من خلال هدفه الإبداعي. وقد استعمل كل واحد منهم على حدة -كل حسب مجال اختصاصه كالسفر، والثقافة، والرياضات المائية، أو حتى فنون الطبخ- منصته الخاصة لبث محتويات تبرز مختلف أوجه الجذب السياحي للمغرب، وخاصة ما يتعلق بعرض مدن الإستراحة القصيرة بكل من مراكش والصويرة وشعبة “المغامرة بالصحراء والواحات” بمدينة ورزازات.
وللرفع من أثر عملية “تراند هاوس”، يضيف البلاغ، اعتمد المكتب الوطني المغربي للسياحة مخططا تواصليا قويا بتعاون مع تيك توك يروم توسيع المحتويات المنتجة من طرف المبدعين خلال مقامهم بالمغرب، مع التأكد من مدى فعالية هذه المحتويات ونفادها إلى أذهان شريحة واسعة من المشاهدين والمتتبعين، وبالخصوص الجيل زد، أو ما يصطلح عليه حاليا ب “La Gen Z”.
وتابع البلاغ أنه لتقاسم أسرار وخبايا الاستعمال الناجح لتيك توك، تم تنظيم حلقة تلقينية “ماستر كلاس” يوم الخميس 2 ماي بالتراند هاوس حيث قدم مسؤولو التيك توك رفقة المبدعين مختلف الميولات الرقمية التي تم رصدها لحد الساعة.