استنفرت أرقام المندوبية السامية للتخطيط حول البطالة رئيس الحكومة عزيز أخنوش الذي طلب من وزرائه التعامل بجدية مع هذه الأرقام، وتقديم توضيحات حول أسباب استمرار ارتفاع نسب البطالة وفقدان الشغل رغم المجهودات المبذولة.
ويبدو أن منطق الصدام الذي حكم علاقة الحكومات السابقة بالمندوبية السامية للتخطيط لن يطرح هذه المرة. ذلك أن أخنوش بات يتعامل بجدية كبيرة هذه الأرقام، بل إنه سبق أن اجتمع بأحمد الحليمي في خطوة تؤكد “اعترافا سياسيا” من الحكومة بنتائج عمل وأبحاث المندوبية.
ليس هذا فحسب، بل هناك قناعة داخل الحكومة بضرورة التعامل مع هذه الأرقام على اعتبار أن المندوبية هي المؤسسة الأولى التي يتم الاعتماد على أرقامها وإحصائياتها في فهم الوضع الاقتصادي وتحليل آثاره، الأمر الذي يجعل أي معركة حكومية مع المؤسسة خاسرة منذ البداية.
لكن مصادرنا لم تخف وجود فرضيات كثيرة لدى الحكومة حول حقيقة أرقام التشغيل، حيث أن هناك من يرجح وجود علاقة بين بعض الإجراءات الحكومية، وعلى رأسها تداعيات تطبيق المؤشر الاجتماعي، وبين التصريح بفقدان الشغل.
لذلك، ينتظر أخنوش نتائج الأبحاث التي يتم إجراؤها على مستوى الحكومة، خاصة من طرف وزارات الاقتصاد والمالية والتجارة والصناعة والتشغيل من أجل فهم ما يجري، ورسم خارطة الطريق التي ستمكن على الأقل من الاقتراب من وعد مليون منصب شغل.
أرقام لحليمي تستنفر الحكومة وأخنوش يطلب توضيحات من وزرائه
بواسطة كمال الهبريشي