بعد سحب وزارة الشباب والثقافة والتواصل لرواية “مذكرات مثلية” للكاتبة فاطمة الزهراء أمزكار عام 2022، التي أثارت جدلاً واسعاً بعرضها في إحدى أروقة المعرض الدولي للنشر والكتاب في الرباط، نتيجة لما اعتبره البعض “تطبيعاً رسمياً مع المثلية الجنسية”، عادت الوزارة هذا العام بقرار ترخيص كتاب لا يقل جدلاً عن السابق، وهو كتاب l’homosexualité en islam (حقيقة اللواط في الإسلام) للكاتب التونسي فرحات عثمان.
وصنفت الوزارة الكتاب وفق ما اطلع عليه نيشان، في خانة الكتب التي تنتمي الى “الأديان والصوفية”، وذلك تحت رقم مرجعي يحمل عدد 9789981259744. وفقا للائحة الكتب المعروضة والتي تتيحها الوزارة للعموم على الموقع الرسمي للمعرض.
ويتناول الكتاب الذي أذنت الوزارة بعرضه في الدورة 29 المزمع انطلاقها في التاسع من الشهر الجاري، “موضوع اللواط أو المماثلة الجنسية، مشيراً إلى عدم تحريمها بشكل صريح في الإسلام، معتبرا “أن الإسلام دين “الحرية واحترام الطبيعة البشرية على علاّتها”.
ويؤكد الكتاب، الذي يُظهر في غلافه صورة لـ “محمد الأمين بن هارون الرشيد وولي عهد الإمبراطورية، مع الإشارة الى انه كان “عشيقا لأبو نواس” أن الإسلام و”خلافًا للدين اليهودي والمسيحي، كان سباقا للأخذ بكل أنماط الطبيعة الجنسية في البشر، فلم يحرّم ما بدا شاذا عند السلف دون أن يُخالف الطبيعة البشرية.”
في السياق ذاته يحاول الكتاب، المُحاججة والترافع بما أسماه “البراهين القاطعة” على خطأ “تحريم اللواط في الإسلام”، معتبرا أن هذا الأخير “بريء من مثل هذا التجنّي على ما جاء فيه من تكريس لا لبس فيه للحريات البشرية، خلافًا للإسرائيليات التي حرّمت ما لم يتوجّب تحريمه”.
ويذكر الكتاب الذي اطلع عليه نيشان ” أن الإسلام لم يحرّم البتة مثل هذه العادة الجنسية” التي وصفها الؤلف التونسي وهو أيضا دبلوماسي سابق بـ “الشاطة في البشر” لأنها لا تعود أن تكون من شذوذ الطبيعة كما أرادها الله العلي العظيم”. وفق تعبير الكاتب.
ويضيف المؤلف في احدى فقراته “وها نحن، سواء بالعودة إلى نص القرآن وروحه أو سنّة الرسول الأكرم، نُعيد الحقيقة إلى نصابها مدللين بالبرهان الشرعي الثابت أن لا تحريم للواط في الإسلام. وفي هذا لأكبر دليل على ثورة ديننا المستدامة الذي تُحترم فيه الحريات على جميع أصنافها، لأن الإنسان في الإسلام حر طليق في أعز ما له، أي حريته، لا حد لها إلا لخالقه، إذ لا يسلم أمره لغيره، وذلك ما يجعل حقًا من الإسلام دين الزمان الحاضر، الدين ما بعد الحداثي”.
وكان وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد مهدي بنسعيد، قد أعلن أن نسخة 2024 للمعرض الدولي للكتاب المرتقب تنظيمه بالرباط خلال الفترة الممتدة من 09 إلى 19 ماي المقبل، ستعرف مشاركة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) كضيف شرف.
وقال بنسعيد في الندوة الصحفية التي نظمتها وزارته شهر أبريل المنصرم بالرباط، إن موافقة اليونسكو تأتي تتويجا لتعاونها المثمر مع المملكة المغربية وتأكيد للدور الذي يلعبه المغرب غلى مختلف المجالات.
وكشف بنسعيد، أن الدورة ستُخصصُ فضاءً جديدًا للأبطال الخارقين، يقدم ورشات تنشيطية بإشراف من مشاهير رسامي ومبدعي قصص العالم، مؤكدا أن الوزارة تعمل على جعل الثقافة وبالخصوص أثمنة الكتب، ملائمة لجيوب المغاربة، في سياق ما أسماه دمقرطة الثقافة.