نشب جدل سياسي في برلمان إقليم مليلية المحتلة حيث رفعت المعارضة اليمينية بقيادة حزب “فوكس” ملتمس رقابة ضد حكومة المدينة بشأن الرحلة التي قامت بها في بداية شهر أبريل الماضي إلى جبل طارق من خلال وفد برئاسة النائب الأول ميغيل مارين، الذي التقى بوزير المستعمرة البريطانية السابقة فابيان بيكاردو.
وردًا على الاستجواب الثاني من الفريق البرلماني لفوكس، دافع وزير المالية دانييل كونيسا عن دوافع هذه الرحلة، التي كانت “لتعزيز جذب الشركات المتواجدة بجبل طارق إلى مدينتنا”، حسب قوله.
واستفسر المتحدث باسم فوكس في مليلية خوسيه ميغيل تاسندي، الحكومة عن مضمون الاجتماعات التي جرت في المستعمرة البريطانية السابقة، ملتمسا معرفة طبيعة العلاقات المتوقعة بين الطرفين وفوائدها وأمدها الزمني.
أبدت المعارضة اليمينية رفضها لزيارة حكومة المدينة إلى جبل طارق، مبررة ذلك بعوامل تاريخية وسياسية بخصوص الوضع الاستعماري لجبل طارق وانتمائه السياسي المتنازع عليه سابقا بين إسبانيا وبريطانيا، متسائلة ما إذا كانت الحكومة قد أبلغت وزارة الشؤون الخارجية بهذه الزيارة.
حزب فوكس مليلية انتقد التعاون مع جبل طارق لكون هذه الأخيرة تعتبر ملاذا ضريبيا للكثير من الشركات، وهو ما يشكك في السلامة المالية لهذه الشركات، ما يجعل تعاون مليلية معها مثار شك وريبة.
وزير المالية في حكومة مليلية وصف أسئلة المعارضة ب”الخزعبلات”، مشيرا إلى أن النواب منتقدي علاقات مليلية مع جبل طارق حضروا في لجنة الاقتصاد والمالية بالبرلمان المحلي قبل عدة أيام، ولم يطرح أحدهم أية أسئلة أو استفسارات حول رحلة الحكومة إلى جبل طارق.
أكد وزير المالية لوسائل إعلام محلية أن الحكومة تشارك في العديد من المنتديات والمؤتمرات للتعريف بالامتيازات الضريبية لمليلية بهدف جذب الاستثمارات إلى مدينتنا التي تحتاجها بشدة خاصة بعد إغلاق المعابر الجمركية مع المغرب والكساد الاقتصادي الذي تسبب فيه توقيف النشاط التجاري معه.
أشار الوزير إلى الفرص التي قد توفرها خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لميليلية بسبب التوجه المحتمل للشركات الموجودة في جبل طارق للاحتفاظ بنشاطها مع الاتحاد الأوروبي، وهو ما يمكن أن تستغله مليلية لصالحها.
وعلى الجانب الرسمي، تم عقد اجتماع مع رئيس دويلة جبل طارق الذي كان مرفوقا بوزير الاقتصاد والمالية، ثم التقى وفد مليلية أيضا مع وكالات إدارة عدد من الشركات المستقرة في جبل طارق، منها شركات التداول، والتجارة الدولية، وإنتاج البرمجيات، وألعاب الفيديو، أو تطوير الذكاء الاصطناعي بغية إقناعها فتح فروع لها بمليلية.