لازال المؤتمر الوطني لحزب الاستقلال يلوح كالسراب في الأفق، لكن التفاهمات السياسية داخل الحزب بدأت مبكرا. فلم تكن عودة النعم ميارة، القيادي الصحراوي البارز في “الميزان”، إلى قيادة النقابة الاستقلالية الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، إلا بداية لتفاهمات يجري الترتيب لها في الكواليس بين تياري حمدي ولد الرشيد ونزار بركة في أفق الوصول إلى اتفاق ينهي الأزمة التنظيمية للحزب.
وسمحت الصفقة السياسية التي تم إبرامها بين ميارة وبركة بدعم الأخير للكاتب العام للنقابة المنتهية ولايته، على أن يضمن ميارة عدم دخول أنصاره الذي يمثلون قاعدة مهمة داخل الحزب والمجلس الوطني، في مناوشات مع تيار نزار بركة، لاسيما من حيث سعيه إلى الاستمرار في قيادة الحزب.
ورغم وجود هذه الصفقة السياسية الأقرب إلى “شراء السلم” و”عيطيني نعطيك” في إطار الدعم المتبادل، إلا أن مصادر قيادية أكدت لـ”نيشان” أن مسألة موعد المؤتمر الوطني لازالت غير مطروحة بشكل جدي داخل الحزب في ظل عدم اتضاح الرؤية حول القيادة المقبلة. ولذلك، فإن الأفضل بالنسبة لنزار بركة هو استمرار هذا الوضع، على أن يعقد مؤتمرا قد يكون بداية لإزاحته من الأمانة العامة.
وتابعت مصادرنا أن بركة كان أطلق وعودا بعقد المؤتمر خلال شهر أبريل أو ماي 2024، لكن هذا الموعد بات محل شك كبير خاصة في ظل تعثر انعقاد اللجنة التنفيذية. هذه الأخيرة لم تلتئم منذ شهور بسبب الخلافات المطروحة بين مكوناتها، وهو ما يجعل مسألة انعقاد المؤتمر مؤجلة إلى أجل غير مسمى، فيما دخل الحزب وضعا تنظيميا هو الأصعب منذ سنوات.