أطلق المكتب الوطني للسكك الحديدية صفقة ضخمة من أجل اقتناء عدد من القطارات المتطورة، وإبرام عقدة لتصنيعها بالمملكة. ويتعلق الأمر، وفق المعطيات التي حصلت عليها “نيشان”، باقتناء 168 قطار، منها 18 قطار فائق السرعة و40 قطارا للربط بين المدن، و40 قطارا “نافيط”، فضلا عن 50 قطارا تستعمل داخل المجال الحضري والجهوي للمدن.
وتصل الكلفة التقديرية لهذه الصفقة الضخمة إلى أزيد من 19 مليار درهم. ويسعى المكتب إلى تنفيذ هذه الصفقة مع نسبة اندماج مرتفعة من أجل نقل الصناعة السككية إلى داخل المملكة، وذلك بنسبة تصل إلى 60 في المائة، وهو ما سيجعل الشركة النائلة للصفقة ملزمة بتشييد مصنع لها بالمغرب وتوظيف اليد العاملة المغربية. ذلك أن الطموح هو أن يتوفر المغرب على صناعة حقيقية في المجال، ولما لا التحول إلى بلد مصدر للقطارات.
ووفق تفاصيل هذه الصفقة، فإن المكتب الوطني للسكك الحديدية يعتزم إبرام صفقة طويلة المدى تصل إلى 20 سنة على الأقل، تتضمن إرساء مشروع متكامل للتصنيع وأيضا صيانة المعدات السككية. وينتظر أن تشعل هذه الصفقة منافسة شرسة بين عدد من الدول، خاصة فرنسا وإسبانيا والصين التي أصبحت أكثر دولة رائدة عبر العالم في صناعة قطارات متطورة بكلفة منخفضة.
يأتي ذلك في وقت يخوض المغرب سباقا مع الزمن من أجل تسريع إنجاز مشروع الخط فائق السرعة بين البيضاء ومراكش، ومراكش-أكادير. وينتظر أن تشهد المملكة، في إطار الاستعدادات لتنظيم كأس العالم 2030 بشكل مشترك مع إسبانيا والبرتغال، إطلاق مشاريع عملاقة ستغير وجه المملكة على مستوى البنية التحتية في مختلف المجالات.