على الطريق وجدة – طنجة كل مرة كيبانلي مسجد كيتبنى، داخل المجال الحضري و خارجه.. خارجه تماما بلاصة ما يمكنش نسميها قروية لأنه حرفيا دوك لبلايص ما كيعيش فيهوم تاحد و ما فهمتش لمن كيتبناو المساجد تماك!!
كنت كتبت تدوينة كنهضر فيها على عدد المساجد بعمالة وجدة أنكاد الذي تجاوز 400 مسجدا (المرتبة الثانية عالميا بعد اسطنبول) في مقابل معدلات البطالة و الفقر، التي لا أشك أن مصطفى بن حمزة الي كيتباهى بهذا الانجاز العظيم و لا لي معاه من محسنين يجهلونها لكن علاش الناس لي لباس عليهوم خاصة واحد الفئة من الأغنياء عزيز عليهوم يبنيو مسجد بالضبط، مساجد كبيرة الحجم و العدد؟؟ واش عدد المساجد معيار لقياس نسبة التدين فواحد المجتمع؟ واش حنا محتاجين ربعة ديال المساجد فكل حي باش نحافظو على الدين؟ ولا الدولة هي لي محتاجة تحافظ على نمط ديني معين كتضمن به عدم خروج القطيع عن الطريق.
واحد نوع ديال الخطاب الديني لي خارج أساسا من البلاط حاول يوزع الأدوار بين الغني و الفقير، و حط لكل واحد فيهم واحد الأجر فالآخرة من بعد ما فصل كل واحد منهم على الواقع ديالنا و متطلباته، و باش ما يحسش الغني أن “وسخ الدنيا” الفلوس شغلوه على آخرته، قدمت ليه المؤسسة الدينية عرضا مغريا باستعمال النص الديني و اجتزائه من الواقع و المنطق و الواجب الإنساني، هاد الأسلوب اللي كيتروج بيه للبيت الفردوسي و الذي يعد به النص الديني لكل واحد بنى مسجد، كرس مفهوم الخلاص الفردي في الآخرة، و هادشي كيخلي الغني كيفكر في أفضل طريقة تضمن ليه النجاة فالآخرة، بدون ما يفكر فداك البائس المسكين لي محتاج ينجى فدنيا قبل الآخرة.
المهم غي أنا ناخد حسنة و نضمن الجنة ما كيهمش داك المعوز و داك البطالي و داك المريض شنو محتاجين بالضبط. فكتبقى أسهل حاجة تبني حيوط و تحط فيهوم إمام و ها نتا خديتي الأجر، لاش غاتحمق راسك بأعمال خيرية كطلب تدخل مجموعة من الأطراف و طلع و نزل و شحال ديال الإجراءات بسبب البيروقراطية.
طبعا رزقو هداك من حقو يدير بيه ما بغى و أكيد دولة بمؤسساتها هي المسؤول الأول، لكن هادشي ما كيمنعش نحاول نستافدو من سخاء خوتنا لي مسك عليهوم الله و كأن الدين ما حفزنا على تا شي عمل نبيل من غير بناء المساجد …
إن فصل المصير الدنيوي عن المصير الأخروي يؤدي إلى خراب أحدهما بتعمير الآخر، و بالتالي الغني منين كيفكر يقدم عمل خيري فأول حاجة غيفكر فيها هو يبني جامع لأنه كيعتقد أن المسجد هو الشيء الوحيد الممتد و العابر لحياتين الدنيا و الآخرة. في حين أن الفقير خاصو يستعين بالمسجد باش يتعايش مع فقره لأن البؤس و الفقر في الدنيا هو الذي يقود إلى الفوز ..
في الآخرة!!