بعد مرور زهاء أسبوع تقريباً على نفوق كميات كبيرة من أسماك اللانشوبة على شاطئ الكزيرة في سيدي افني، ووسط انتقادات لاحقت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات بسبب تأخرها في الكشف عن ملابسات الحادث، أعلنت أخيرا كل من السلطات المحلية ومندوبية الصيد البحري والمعهد الوطني للبحث الصيدلي عن فتح تحقيق شامل لمعرفة أسباب هذا النفوق الجماعي.
وكان ممارسون لرياضة ركوب الأمواج قد عثروا في الثامن من يونيو الجاري، على كميات هائلة من أسماك اللانشوبة النافقة على سطح المياه، وهي الحالة التي تكررت أيضًا قبل ذلك في الداخلة، ما أثار تساؤلات كثيرة حول أسباب هذه الكارثة البيئية.
وتشير المعلومات الأولية إلى شكوك حول قوارب الصيد وإمكانية إلقائها بالأسماك الزائدة في البحر، إضافة إلى احتمالية هجرة الأسماك نحو المياه الضحلة للهروب من حيتان البحر الكبيرة، مما يعقد الحالة البيئية.
ويعتبر نفوق الأسماك ظاهرة مقلقة بسبب تأثيراتها السلبية على البيئة البحرية والموارد الطبيعية. وتقف خلفه عدة أسباب من الوجهة العلمية، مثل تلوث المياه بالمواد الكيميائية والنفايات البلاستيكية، والتغيرات البيئية المفاجئة مثل التقلبات في درجات الحرارة وتلوث الهواء، بالإضافة إلى زيادة استخدام الأساليب غير المستدامة في الصيد والاصطدام بالهياكل البحرية كالقوارب وغيرها.