من يقرأ العنوان في الصورة، لا بد ان يتبادر إلى ذهنه ان الحدث عادي، وأن توقيع اتفاقية بين جامعة الحسن الأول بسطات ومؤسسة بحث خارجية، يندرج في إطار انفتاح الجامعة على محيطها الخارجي وتنويع الشركاء بهدف تنمية البحث العلمي وو..
لكن عندما يعلم القارئ أن الاتفاقية وقعها وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار وكذلك رئيس جامعة السلطان مولاي سليمان (وربما رؤساء آخرين) وان حفل التوقيع جرى في مقر جهة الدار البيضاء سطات، وحضره وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار ووزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، والوزيرة المنتدبة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، ووزير التجهيز والماء، ووزير الصناعة والتجارة ووزير الصحة والحماية الاجتماعية، ووزير النقل واللوجستيك، والي جهة الدار البيضاء سطات، وورئيس مجلس الجهة، بالإضافة عدد من رؤساء ومدراء المعاهد والادارات والمصالح الخارجية والشركات، فلا بد ان يفهم (القارئ) ان الاتفاقية غير عادية، وربما تندرج في إطار التطبيع الأكاديمي، على غرار جامعة عبد المالك السعدي (شتنبر 2022) والمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير التابعة لجامعة الحسن الثاني (مارس 2021).
ما يعزز هذا الاحتمال هو ان مؤسسة البحث والتطوير والابتكار في العلوم والهندسة (FRDISI) التي وقعت الاتفاقية يرأسها أندري أزولاي، وان ميراوي، وزير التعليم العالي، يسابق الزمن للتطبيع الأكاديمي مع العدو الصهيوني، حيث سبق أن حث رؤساء الجامعات على المشاركة في ندوة علمية بجامعة إسرائيلية، وقرر سنة 2022 أن يزور إسرائيل، قبل أن يتم تأجيل الزيارة…
إن صح الاحتمال فإن التاريخ سيسجل بمداد من العار أن جامعة الحسن الأول بسطات وجامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال وقعتا (بشكل مباشر او غير مباشر)، اتفاقية مع العدو الصهيوني في عز ارتكابه جريمة إبادة في حق الشعب الفلسطيني الأعزل، في الوقت الذي تعرف فيه جامعات أوروبية وأمريكية احتجاجات الطلبة والأساتذة دعما لفلسطين، بل منها من أعلنت عن تعليق مشاريع البحث والتعاون مع الكيان الغاصب.