الجريدة الفرنسية “لوموند” نشرت مؤخراً خريطة كاملة للمملكة المغربية، كوثيقة توضيحية في أحد تقاريرها.
هذه “الإشارة” المقصودة طبعا اعتبرها المراقبون تحولا واضحا في توجه وسائل الإعلام الفرنسية في تناول قضية الصحراء، وكذلك كتعبير عن الموقف الفرنسي في هذا الشأن.
وسائل الإعلام الفرنسية تدرك جيداً أهمية نشر الخريطة الكاملة للمغرب عند تناول مواضيع تتعلق بالمملكة.
لطالما لعبت الصحافة الفرنسية دوراً رئيسياً في العلاقات بين البلدين، سواء بشكل إيجابي أو سلبي.
اعتبر محللون استشارتهم صحيفة “العرب” هذه الخطوة بمثابة تغيير في الموقف الفرنسي، أو على الاقل بداية له.
كما يرون أنها إشارة إلى أن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، سيعترف قريباً بسيادة المغرب على الصحراء بهدف مواصلة تطوير العلاقات الثنائية بعد فترة من التوترات الدبلوماسية.
“فرنسا تدرك جيداً ثقل المغرب على المستوى الإفريقي في ضوء تراجع نفوذها في القارة”، تشير الصحيفة، التي تلمح أيضاً إلى أن هذا التغيير في الموقف قد يكون محاولة من باريس للاستفادة من استثمارات كأس العالم 2030 الذي سينظمه المغرب مع إسبانيا والبرتغال.
هذه ليست المرة الأولى التي تنشر فيها وسائل الإعلام الفرنسية الخريطة الكاملة للمغرب. بالإضافة إلى الجريدة، قامت القناة التلفزيونية الفرنسية الرسمية “تي في 1” بنشر خريطة المملكة الكاملة في نشرة أخبار.
الرباط سترحب بأي تغيير من قبل فرنسا، التي ستنضم إلى دول أخرى مثل إسبانيا وألمانيا والولايات المتحدة وإسرائيل.
هذه الخطوة سيكون لها تأثير إيجابي على العلاقات بين الحليفين التاريخيين، خاصة بعد شهور من الفتور.
في الوقت الحالي، تحسنت العلاقة بين المغرب والصحافة الفرنسية بشكل ملحوظ بعد أن انتقدت العديد من وسائل الإعلام الفرنسية سابقا، سواء العامة أو الخاصة، المغرب بسبب رفض المملكة العرض الفرنسي لتقديم المساعدة في عمليات الإنقاذ بعد زلزال الحوز.
بعد فترة من الانتقادات الحادة ضد المغرب، عادت الصحافة الفرنسية للوقوف إلى جانب مصالح بلادها، مع الحفاظ على الموضوعية في تناول الشؤون المغربية وبعد أن شهدت التعاون في مجال الأمن بين البلدين تعزيزاً كبيراً، خاصة في مجالات مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة.
التقارب بين المغرب وفرنسا لا يزال يتقدم بفضل الجهود من قبل سلطات البلدين، في الأشهر الأخيرة، عُقدت اجتماعات ثنائية بين كبار المسؤولين، بما في ذلك وزراء الخارجية لكلا البلدين مما يدل على الإرادة المشتركة لتعزيز التعاون في مختلف المجالات.
حتى أن فرنسا أعلنت استعدادها للاستثمار مع المغرب في منطقة الصحراء. “يجب أن نضمن أننا نعمل معاً، لدينا مصالح مشتركة”، قال وزير التجارة الخارجية الفرنسي، فرانك ريستر، للصحفيين خلال زيارة إلى المغرب في أبريل الماضي.
الإشارات الفرنسية تتوالى.. “لوموند” تنشر في روبورتاج خريطة المغرب كاملة
بواسطة سعيد موسي