سنتان مرت على حادث وفاة 23 مهاجرًا من إفريقيا جنوب الصحراء على الحدود مع مدينة مليلية المحتلة بسبب التدافع والتكدس عقب محاولة جماعية لدخول المدينة المحتلة عبر السياج الحدودي.
السلطات القضائية في كل من المغرب وإسبانيا أغلقت هذا الملف مبرئة الأجهزة الأمنية في البلدين من بعض التهم التي وجهت إليها من قبل هيئات حقوقية كان من بينها استعمال العنف المفرط وعدم تقديم المساعدة لأشخاص في حالة خطر.
بالأمس أنجزت القناة الوطنية الإسبانية الأولى روبورتاجا انتقل بين مدينة الناظور ومليلية للبحث عن تداعيات ذلك الحادث المأساوي، فاستجوبت بعض المواطنين المغاربة في مدينة الناظور وبحثت عن المهاجرين الأفارقة لكن لم تجدهم.
شهادات ساكنة الناظور للقناة الإسبانية انصبت حول التنويه بالمجهودات التي تقوم بها المصالح الأمنية المغربية والسلطات المحلية لمحاربة ظاهرة الهجرة عير الشرعية، مبدية ارتياحها من خلو مدينتهم من جحافل المهاجرين الأفارقة التي كانت تعج بهم شوارعها وأزقتها وغاباتها أيضا، وكان تواجدهم المكثف يخلق مشاكل كثيرة للساكنة.
وعلى ذكر الغابات، انتقلت كاميرات التلفزة الوطنية الإسبانية إلى الغابة الشهيرة المتواجده بجبل غورو غورو المطل على مدينة الناظور، والتي كانت تعتبر إلى وقت قريب ملجأً دائما للمهاجرين الأفارقة ينصبون فيها خياما يقيمون بها استعدادا لتنفيذ محاولات الهجرة الجماعية صوب مليلية.
صور القناة أظهرت كيف كانت الغابة، مثل المدينة، خالية من المهاجرين الأفارقة، وهو ما اعتبرته القناة تحولا بارزا في وجهات الهجرة للمهاجرين الأفارقة التي اتجهت صوب المحيط الأطلسي حيث تكثفت مؤخرا محاولات الهجرة عبر القوارب من سواحل الصحراء المغربية ودول الساحل إلى جزر الكناري.
ولم يغفل روبورتاج القناة الإسبانية الإشارة إلى مجهودات الدولة المغربية في المنطقة الحدودية بني انصار لمحاربة الهجرة غير الشرعية، ما جعل المدينة المحتلة تسجل أرقاما غير مسبوقة في عدد المهاجرين الذين دخلوا المدينة منذ بداية العام وهي دخول مهاجر واحد فقط في ستة خمسة أشهر.