كشفت وسائل اعلام فرنسية عن استعداد المغرب، لاستيراد كميات غير مسبوقة من القمح والحبوب الأخرى في الفترة المقبلة، وذلك نتيجة لتأثيرات الجفاف الشديد الذي تعاني منه البلاد منذ ما يزيد عن ست سنوات، في وقت فشلت فيه المخططات الفلاحية التي أطلقتها الحكومة، وفي مقدمتها المخطط الأخضر الذي قاده رئيسها الحالي عزيز أخنوش، في تأمين مخزون يكفي لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء.
في هذا السياق، أوضح أحد الفلاحين في تصريح لإذاعة مونتي كارلو الدولية، أن الوضع يزداد سوء، بعدما أضحت الأمور معكوسة، حيث كان المغرب في السابق، يعاني من نقص الكهرباء ووفرة في المياه، أما الآن، فإن 1.2 مليون فلاح يعانون من الجفاف، وقد زادت سنوات الجفاف بخمسة أضعاف منذ بداية القرن الحالي.
وأفادت المصادر ذاتها، أن الحكومة المغربية تتجه صوب استيراد كميات ضخمة من الحبوب من روسيا وفرنسا، بنسبة تصل إلى ثلاثة أضعاف التوقعات السابقة، وذلك بهدف تأمين الاحتياجات الأساسية من القمح وضمان توافر المواد الغذائية في الأسواق، خاصة مع تراجع الإنتاج الفلاحي المحلي.
وأكدت المصادر أن هذا الجفاف الممتد وانخفاض الإنتاج الزراعي يأتي في وقت حساس، حيث تعاني العديد من الدول التي يستورد منها المغرب غذائه من أزمات زراعية مماثلة بسبب التغيرات المناخية، مما أدى ذلك إلى انخفاض تصدير الحبوب من هذه الدول في بعض الأحيان نتيجة لقرارات حكومية، تقضي بالاحتفاظ بالحبوب لتأمين الاحتياج الداخلي.