علم “نيشان” من مصدر موثوق أن طلبة كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان يستعدون لخوض أشكال تصعيدية جديدة خلال الأسابيع القليلة المقبلة، بالتزامن مع انطلاق الموسم الدراسي الجديد. يأتي ذلك احتجاجاً على الجمود الذي يشوب ملفهم، خاصة بعد تفجر قضية التسريبات في مباريات ولوج كليات الطب العمومية، وكذلك بسبب سياسة التجاهل التي تنتهجها حكومة عزيز أخنوش تجاه مطالبهم التي يعتبرونها مشروعة.
وأكد المصدر ذاته أن تنسيقية طلبة الطب تعمل حالياً على مناقشة “خطوات حامسة”، بهدف إنهاء الأزمة التي يعيشها الطلبة في هذه التخصصات. وأضاف: “لم نصدر حتى الآن أي بيان رسمي بخصوص ملف الغش، ولكن من المؤكد أن الطلبة لا يتفقون مع هذه السلوكيات التي تتنافى مع أخلاقيات المهنة”، مشيراً إلى أن ظاهرة الغش كانت أحد الأسباب الرئيسية للاحتجاجات التي نظموها حول ظروف اجتياز المباريات وعناصرها.
وكان طلبة الطب قد أشاروا إلى وجود منشورات ومجموعات تسرب الامتحانات الخاصة بمباريات ولوج كليات الطب، وهو ما جعل هيئات مدنية مهتمة بمجال التوجيه الاكاديمي، تدخل على الخط أيضا.
من ناحية أخرى، صرح مصدر مطلع من داخل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، أن الحكومة تتجه صوب تنظيم امتحانات جديدة في وقت لاحق، مما سيتيح للطلبة فرصة اجتياز الامتحانات، لكن بشرط عودتهم إلى الدراسة.
كما لم يستبعد المصدر أن تلجأ “وزار التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار”، الى اللجوء مجددا لاتخاذ تدابير عقابية مثل الفصل أو إلغاء السنة الدراسية للطلبة.
وفي ظل عدم إعلان الحكومة والى حدود الساعة، السنة الدراسية الحالية سنة بيضاء، تتعدد السيناريوهات المحتملة. منها استمرار الطلبة في تصعيد احتجاجاتهم، مما قد يضغط على الحكومة للتفاوض وإيجاد حلول، أو الوصول إلى تسوية عبر الحوار بين الطرفين، أو استمرار الوضع الراهن مما يترك للطلبة خيار العودة للدراسة أو مواصلة الإضراب.
في ذات السياق، كشفت مصادر نقابية، أن التعنت الذي أبدته الحكومة في التعاطي مع أزمة طلبة الطب والصيدلة العمومية، لايهدف فقط إلى وقف الهجرة أو تقليص قيمة الدبلوم، بل إلى خوصصة التعليم العالي، وجعله حكراً على من لديهم الإمكانيات المالية. “بغيتي تقرا بعدد قليل سير للكليات الخاصة، بحال الجامعة الدولية الزهراوي لعلوم الصحة أو الجامعة الأورومتوسطية ففاس أو الجامعة الخاصة فمراكش للي العتبة ديالهم عالية على العتبة ديال الكليات العمومية، و كايدخُلهم غير شكون وشكون”.
أما في حال التعليم المجاني، فسيضطر الطلبة إلى ولوج كليات الطب العمومية التي ستشهد اكتظاظا غير مسبوق في عدد المقاعد، يتجاوز الألف والألفي مقعد، ما سيؤثر لا محالة على جودة التكوين.