دقت وسائل إعلام بلجيكية ناقوس الخطر، بشأن ما وصفته بـ “تصاعد مظاهر التشدد الديني بين الشباب في المدارس”، بشكل غير مسبوق.
وأوضح تقرير منشور في صحيفة La Dernière Heure البلجيكية أن هناك “إحياءً للدين وإعادة أسلمة من القاعدة” في بلجيكا، حيث يظهر هذا التوجه بشكل أكبر بين الشباب، خصوصا في الأوساط التعليمية التي أصبحت ميدانا للصراع الديني.
وفي هذا السياق، نقلت الصحيفة تصريحا للخبير السياسي والمؤرخ جويل كوتيك، أكد من خلاله أن هذا التغير يتجلى في سلوكيات مثل رفض تلقي العلاج الطبي من قبل أشخاص من جنس مختلف، مبينا أن الشباب أصبحوا في بعض الأحيان أكثر تدينا من أجدادهم، وهي ظاهرة متنامية أيضا في دول عربية مثل مصر والمغرب”.
من جانبه، رأى ضوان عطية، أستاذ الدين والإسلاميات، أن الكثير من الآباء عاجزون أمام تشدد أبنائهم، مشيرا إلى دور وسائل التواصل الاجتماعي والأصدقاء وحتى بعض الأئمة المتشددين في تعزيز هذه الراديكالية. فيما اعتبرت مودة بهجت، أستاذة التاريخ، أن الشباب يلتفون حول الدين كطوق نجاة وسط فقدان القيم والمخاوف من المستقبل.
التقرير أشار أيضا إلى أن التطرف وصل إلى حد توجيه تهديدات ضد المعلمين، حيث تحدثت إحدى المعلمات عن توصلها بتهديدات بالتصفية، إذا استمرت في نقدها للسلوكيات المتطرفة. كما تم الإبلاغ عن حالات دعم من الطلاب للهجمات الإرهابية.
وفي ضوء هذه التطورات، تعمل فاليري غلاتيني، وزيرة التعليم الإجباري، على وضع عقد جديد بين المدارس والآباء والطلاب لاستعادة الانضباط واحترام المعلمين. كما أعلنت الوزيرة عن إطلاق مقياس للاحترام يستهدف أكثر من 130 ألف معلم، بهدف جمع البيانات لتقديم حلول ملموسة لهذه الظاهرة.