بتنظيم من هيئة الموانئ الإسبانية والجمعية الإسبانية للنقل البحري قصير المدى، شهد ميناء موتريل يومًا تقنيًا لتعزيز التدفقات التجارية بين إسبانيا والمغرب، بالاستفادة من الخطوط البحرية التي تعمل من هذا الميناء الواقع في مدينة غرناطة الإسبانية.
كما تم تناول قضايا رئيسية مثل الاستدامة، التنافسية، والكفاءة اللوجستية، مع تسليط الضوء على مشروع توسيع نقطة التفتيش الحدودية في ميناء موتريل وتنسيق خدمات التفتيش لتقديم الفائدة للشركاء والعملاء الإسبان والمغاربة، حسب ما نشره الموقع الرسمي للميناء علل الإنترنت.
خلال الافتتاح، أشار رئيس هيئة الموانئ الإسبانية، خوسيه غارسيا فوينتيس، إلى أن “ميناء موتريل يتمتع بموقع جغرافي يجعله نقطة مثالية لتدفقات التجارة بين القارتين والبلدين”.
وفي هذا الإطار، ولتعزيز التنافسية، أكد على أهمية الاستثمارات المخصصة “لتوسيع وتحسين” عمليات الخطوط البحرية المنتظمة مع شمال إفريقيا، وخاصة مع ميناء طنجة المتوسط، مذكّرا بإنشاء رصيفين جديدين لنقل المركبات، ومشروع توحيد خدمات التفتيش، وتوسيع نقطة التفتيش الحدودية، بالإضافة إلى تقديم خدمات جديدة للمركبات والسائقين والركاب، “والتي ستعمل على تسريع وتقليل أوقات العبور داخل الميناء سواء للبضائع أو لركاب العبارات”.
استغل رئيس هيئة الموانئ، حضور إدريس عرابي، مدير عمليات الاستيراد والتصدير بميناء طنجة المتوسط خلال اليوم التقني، للإشادة بالعلاقة الممتازة مع هذا الميناء المغربي، واصفًا إياه بـ “الأهم في القارة الإفريقية وأفضل خيار اتصال مع أوروبا”.
من جهتها، أكدت بيلار مورا-غراندوس، المديرة التقنية للجمعية الإسبانية لترويج النقل البحري قصير المدى، أن “علاقة ميناء موتريل مع المغرب استثنائية، حيث يقدم بديلاً ممتازًا لخيارات النقل البري التي تتطلب مسافات أطول، مما يدعم الطابع المستدام الذي تسعى إليه منظومة النقل ككل”. وأضافت أن مشاركة الجمعية في هذا اليوم التقني تهدف إلى دعم الميناء والشركات الملاحية التي تقدم خدمات من موتريل إلى شمال المغرب.
من جهتها، شددت رئيسة بلدية موتريل، لويسا غارسيا تشامورو، على أهمية تعزيز الخطوط البحرية المنتظمة مع شمال إفريقيا لتحفيز الاقتصاد والخدمات اللوجستية. وقالت: “نعمل من الحكومة المحلية، بالتنسيق مع حكومة الأندلس والميناء، على تطوير مركز نقل البضائع ومنطقة الأولى للشحن، وهما عقدتان لوجستيتان مهمتان في المدينة ستشجعان على الاستثمار والنشاط الاقتصادي”.
وأشارت تشامورو إلى أن الاقتصاد المغربي يشهد نموًا كبيرًا يمكن أن يسهم في جذب السياح إلى مقاطعة غرناطة عبر خطوط العبارات التي تربط ميناء موتريل بالمغرب. وأوضحت أن “مدينتنا تتمتع بموقع متميز كأقرب ميناء إلى شمال إفريقيا، مما يتيح لنا أن نصبح جسرًا طبيعيًا بين أوروبا وهذا السوق الناشئ”.
اختُتم اليوم التقني بكلمات رئيس ميناء موتريل ونائب مندوب الحكومة الإسبانية في غرناطة، خوسيه أنطونيو مونتيلا، الذي أكد أن “النقل البحري بين المغرب وإسبانيا يشكل جسرًا لا يربط فقط بين البلدين، بل يعزز تطورهما الاقتصادي وخلق فرص العمل”.
وأشار إلى أهمية تحسين البنية التحتية مثل بناء مركز جديد للحرس المدني وتوسيع نقطة التفتيش الحدودية لتحسين ظروف عمل الموظفين. كما شدد على أهمية تحديث وتطوير الخدمات الجمركية وغير الجمركية في الحدود لضمان الأمن والجودة والامتثال للمعايير، مما يعزز ثقة المشغلين الاقتصاديين ويقلل التكاليف والزمن.
وأُلقيت في هذا اليوم التقني أيضا ثلاث محاضرات تناولت آفاق النقل البحري قصير المدى ومستقبله بين طنجة وإسبانيا، إلى جانب تنظيم جلسة ركزت على ميناء موتريل بعنوان “تعزيز الفرص للنقل البحري قصير المدى عبر مشروع نقطة التفتيش الحدودية”.
لقاء دراسي بميناء موتريل بغرناطة لتعزيز التبادل التجاري مع المغرب
بواسطة سعيد موسي