يشكك فريق الخبراء غير الحكومي التابع لنظام الإنقاذ العالمي في فعالية الملاحة الإلكترونية، ويطالب منذ سنوات بتطبيق إجراءات تصحيحية دون الخلط بينها وبين الإجراءات العقابية.
الاصطدامات المتكررة في مضيق جبل طارق تثير “شكوكاً جدية حول فعالية الملاحة الإلكترونية” هذا ما أشار إليه أنطون سالغادو، أحد منسقي فريق الخبراء غير الحكومي لنظام الإنقاذ العالمي، تعليقًا على التصادم الأخير الذي وقع دون إصابات بين سفينة وناقلة حاويات على بُعد أميال قليلة من سبتة والجزيرة الخضراء.
ورغم أن هذه ليست حادثة جديدة، إلا أن حادث التصادم الذي وقع في 3 دجنبر الماضي بين ناقلة النفط “Gloria Maris” وسفينة الحاويات “HMM St. Petersburg” بالقرب من خليج الجزيرة الخضراء أعاد إحياء التساؤلات حول مدى الالتزام بالمعايير الدولية التي وضعتها المنظمة البحرية الدولية (IMO) لإدارة خدمات حركة السفن في المضيق.
مرة أخرى، يدعو فريق الخبراء غير الحكومي وزير النقل الإسباني إلى “الإعلان عن تشديد مراقبة إدارة وفعالية مراكز تتبع حركة السفن في المضيق”.
في الوقت ذاته، ألقى البيان الذي صدر بعد الحادث الأخير – والذي يُضاف إلى قائمة طويلة من الحوادث – المسؤولية على “عدم الامتثال لقواعد الملاحة البحرية”، حيث فرضت قيادة الموانئ في الجزيرة الخضراء، التابعة للمديرية العامة للنقل البحري بوزارة النقل والتنقل المستدام، ضمانات مالية بقيمة 80 ألف يورو على كل من السفينتين.
نتائج التحقيق الرسمي
وفقًا للتقرير الذي نشرته وزارة النقل والتنقل المستدام الإسبانية، فإن “عمليات التفتيش التي تجريها الإدارة البحرية الإسبانية على السفن الأجنبية، والتي أجراها أربعة مفتشين أمنيّين من قيادة الموانئ، كشفت أنه رغم عدم وقوع إصابات أو تسرب نفطي نتيجة التصادم، إلا أن هناك إهمالًا من قِبل قائدي السفينتين وطاقميهما، حيث تم انتهاك قواعد الاتفاقية الدولية لمنع التصادم في البحار”.
وأضاف التقرير: “من بين المخالفات التي تم رصدها، لوحظ غياب المراقبة اللازمة وعدم اتخاذ التدابير المناسبة لتجنب مخاطر التصادم من قبل قائدي السفينتين وطاقميهما”.
إشراف المنظمة البحرية الدولية
أوضح سالغادو أن “الربّان البحري، بغض النظر عن جنسيته، يخضع لإشراف المنظمة البحرية الدولية، ويجب أن يكون حاصلًا على شهادات تأهيل وتدريب وحراسة معتمدة، ويتم تجديد هذه الشهادات كل خمس سنوات. وهذا يعني أنهم محترفون مؤهلون بشكل كبير”.
وأشار إلى السؤال الذي يجب طرحه: إذن ماذا يحدث عندما تعبر السفن المضيق؟
واستشهد بمثال افتراضي في مطار أدولفو سواريز في مدريد، قائلاً إنه إذا وقعت حوادث طائرات متعددة كل عام أو شهر أو أسبوع، فإن ذلك سيكون إشارة واضحة على وجود خلل ما.
وأضاف أن الحوادث البحرية والاصطدامات التي وقعت في مضيق جبل طارق في السنوات الأخيرة، خاصة في الأشهر الماضية، تؤكد أن “هناك خللاً يجب إصلاحه”.
إجراءات تصحيحية لا عقابية
أكد سالغادو على ضرورة تطبيق إجراءات تصحيحية دون الخلط بينها وبين الإجراءات العقابية. وذكر أن “مدونة التحقيق في الحوادث البحرية” الصادرة عن المنظمة البحرية الدولية، والتي قبلتها جميع الدول الأعضاء، توضح ضرورة التحقيق في أداء مراكز مراقبة حركة السفن.
وأشار إلى أن تنفيذ هذا التحقيق يتطلب استخراج النسخ الاحتياطية من السفن المتورطة في الحادث لتحليلها.
(عن وكالة “إيفي”)