تناولت الصحف الإسبانية باهتمام كبير موضوع إعلان الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم عن بدء بناء ملعب الدار البيضاء الكبير الذي سيصير أكبر ملعب في العالم، وبين طيات تقاريرها يُقرأ تسليمهم بخسارة إسبانيا سباق تنظيم نهائي كأس العالم 2030 أمام المغرب.
وفي هذا السياق أصدرت جريدة El Confidencial تقريرا مفصلا يبين تزايد نقاط قوة ملف الترشح المغربي لاحتضان حفل اختتام مونديال 2030 أمام تراجع قوة الملف الإسباني وانسحاب البرتغال من السباق لعدم توفرها على ملعب يليق بهذا الحدث.
وتحدث التقرير عن شركة “بوبولوس”، التي اختيرت لتصميم الملعب الكبير للدار البيضاء، وهي استوديو معماري أنغلوسكسوني باستطاعته إنجاز تصميم لملعب قادر على المنافسة مع ملعبي سانتياغو برنابيو في مدريد وملعب كامب نو في برشلونة.
واختار المغرب مشروع “بوبولوس”، وهو استوديو معماري أمريكي بريطاني، متخصص في البنية التحتية الرياضية الكبيرة.
وكان هناك ستة مرشحين آخرين، بما في ذلك المهندسان المعماريان الإسبانيان الشهيران “كروز” و”أورتيز”.
تمتلك “بوبولوس” خبرة موثقة في تصميم الملاعب تمتد من ملعب “لوسيل” في قطر إلى ملعب “توتنهام هوتسبير” في لندن.
أعلنت “بوبولوس” يوم الخميس الماضي خبر هذه الصفقة على موقعها على الإنترنت، مدلية ببعض التوضيحات، مثل سعة الملعب التي تصل إلى 115 ألف متفرج.
وسيكون ملعب الدار البيضاء “الأكبر في تاريخ كرة القدم”، متفوقا على ملعب “كامب نو” (105 ألف متفرج) وسانتياغو برنابيو (84 ألف متفرج) وحتى ملعب “رونغرادو-بريميرو دي مايو” في بيونغ يانغ (كوريا الشمالية)، الذي يُعتبر لحد الساعة، أكبر ملعب في العالم (114،000 مقعد).
حتى الآن، كان أكبر ملعب في المغرب هو ملعب محمد الخامس في الدار البيضاء، حيث يلعب فيه فريقا الرجاء والوداد، ويتسع لـ 67 ألف متفرج.
“البرتغال لا يطمح إلى استضافة نهائي كأس العالم” أكد ذلك أنطونيو لارانخو، منسق الترشيح الثلاثي المشترك لاستضافة كأس العالم 2030، مضيفا “البرتغال لا تمتلك ملعب بالسعة الضرورية (80 ألف متفرج على الأقل)، ولن تقوم بأية استثمارات لتوسيع سعة ملاعبها الحالية، وهذا يعني أن البرتغال لن تحصل على شرف تنظيم نهائي كأس العالم”
يبلغ الناتج المحلي الإجمالي للبرتغال 265 مليون يورو في عام 2023، وهو ما يمثل الضعف بالنسبة للمغرب (126 مليون يورو).
ومع ذلك، سيستثمر المغرب 1،873 مليون يورو في الملعب الجديد وإصلاح ملاعب أخرى مرشحة لاستضافة مباريات كأس العالم.
ومن هنا، تؤكد الصحيفة الإسبانية، تتضح المكانة التي يمنحها المغرب لهذا المونديال، كما يظهر حجم المجهود الذي يبذله المغرب من أجل احتضان نهائي كأس العالم.
وهذه الرغبة لا يخفيها المغرب حيث صرح فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والذي يشغل في نفس الوقت منصب وزير الميزانية، في شهر أكتوبر الماضي: “نحن نأمل في أن نشهد نهائيًا استثنائيًا يكرم القارة الأفريقية بأسرها والأجيال الشابة في ملعب بالدار البيضاء الذي سيكون استثنائيًا ورائعًا”.
وفي ظل الفضائح المستجدة للاتحاد الإسباني لكرة القدم المرتبطة بالفساد وغسيل الأموال، فإنه صار في وضع حرج جدا لا يسمح له بالضغط على الفيفا والمنافسة بشدة مع المغرب الذي يتوفر على حلفاء موثوقين في آسيا وإفريقيا واوروبا.
“كل مشروع “استثنائي” في المغرب يجب أن يحمل بصمة الملك”. فرانسوا كليمان، رئيس الشركة الفرعية الفرنسية ل”بوبولوس” والمهندس المعماري الرئيسي للمشروع، أكد ذلك مضيفا “ملعب الدار البيضاء الكبير هو أحد الركائز الأساسية لرؤية الملك محمد السادس لتطوير البنية التحتية الرياضية في المغرب”.
وستبدأ أعمال بناء الملعب الجديد قريبًا على أرض تبلغ مساحتها 100 هكتار بجوار البلدة الساحلية المنصورية، على بعد 38 كيلومترًا شمال الدار البيضاء و58 كيلومترًا جنوب الرباط، المدينتين الرئيسيتين في البلاد.
ويجب أن يكون جاهزًا في نهاية عام 2028، قبل ما يقرب من عامين من كأس العالم.
“المشروع الفائز “لتصميم الملعب مستوحى من الاحتفال التقليدي المغربي المعروف باسم “الموسم”، كما يوضح بيان “بوبولوس”.
وحتى الآن، يظل نموذج التصميم سريًا.
في كل ما يتعلق بكأس العالم، كان المغرب متقدما حتى الآن على شريكيه الأوروبيين، حيث كان الملك هو الذي أعلن أولاً عن الترشيح المشترك، في مارس 2023، في خطاب ألقاه وزير التربية الوطنية نيابة عنه.
وكان الملك مرة أخرى، من خلال بلاغ للقصر الملكي، هو الذي كشف أن الترشيح الثلاثي للمغرب وإسبانيا والبرتغال هو الذي وقع عليه الاختيار من الفيفا لتنظيم كأس العالم 2030.
وهذا لا يزيد سوى تأكيدا للأولوية القصوى التي تمنحها أعلى السلطات في المملكة المغربية لحدث تنظيم مونديال كرة القدم عام 2030، وإصرارها على احتضان مباراة النهائي التي بنت لها أكبر ملعب في العالم.