شهدت عدد من المدن المغربية صباح اليوم توافد المئات من المصلين إلى المصليات الذي أعدتها الجماعات المحلية لأداء صلاة عيد الأضحى، غير أن الحضور هذا العام كان أقل بكثير مقارنة بالسنوات الماضية، حيث كانت المصليات والشوارع المحيطة تكتظ عادة بالمصلين.
موقع نيشان حكان حاضرا في أكبر مصلى بمدينة سلا في جماعة العيايدة، والذي كان يشهد في السنوات السابقة، تجمعات وحشودا كبيرة، حتى أن المصلين كانوا يضطرون لأداء الصلاة في الشوارع المحيطة بالمصلى، مما يؤدي إلى إغلاق بعض الطرق. أما هذا العام، فقد كان المشهد مختلفًا، حيث لوحظ تواجد مساحات فارغة داخل المصلى، مما يعكس تأثير الأزمة الاقتصادية على الاحتفالات بالعيد.
وعزا العديد من المواطنين، في حديث مع نيشان سبب ذلك، إلى الارتفاع الكبير في أسعار الأضاحي هذا العام، والذي نغص بحسبهم فرحة العيد على العديد من الأسر، ودفع بها إلى التخلي عن إحياء شعيرة الذبح، مما انعكس بشكل واضح على أعداد المصلين.
أجواء روحانية رغم الأزمة
بالرغم من هذه الظروف الاقتصادية التي ترافق عيد الأضحى في المغرب هذا العام، حرص آخرون على الحضور إلى المصلى لأداء صلاة ، حيث بدأت الصلاة في تمام الساعة السابعة والنصف صباحًا، وأمّ الإمام المصلين بخطبة ركزت على أهمية التضحية والتكافل بين أفراد المجتمع، داعيًا إلى الصبر والتعاون في مواجهة الأزمات الاقتصادية.
آراء المواطنين
في حديث مع أحمد، أحد المصلين (يبلغ من العمر حوالي 60 سنة)، قال: “العيد له فرحته الخاصة، لكن هذا العام كانت التكاليف مرتفعة جدًا، مما جعل الكثير من الأسر تعجز عن شراء الأضحية. نحن هنا اليوم لنحتفل بالعيد ونتبادل التهاني، ونسأل الله أن يرفع عنا هذه الأزمات.”
بينما أضافت فاطمة، أم لثلاثة أطفال ( في الأربعينات من عمرها): “اعتدنا ذبح الأضحية كل عام، لكن هذا العام اكتفينا بالصلاة والاحتفال بالعيد مع الأهل والجيران. المهم أن نحافظ على روح العيد وأن نكون متكاتفين.”
وكان المغاربة قد ذبحوا العام الماضي، 6 ملايين رأس، منها 5.5 مليون رأس من الأغنام، بنسبة 92%، فيما 510 ألف رأس من الماعز، بنسبة 8%.
وفي دراسة جديدة حملت عنوان “نفقات وممارسة شعائر عيد الأضحى”، أفادت المندوبية السامية للتخطيط، بأن أضحية عيد الأضحى، تمثل حوالي 30%، من إجمالي النفقات المالية السنوية للأسر المغربية المخصصة لاستهلاك اللحوم.
واستنادا إلى نتائج بحث وطني لمستوى معيشة الأسر المغربية، الذي أجرته المندوبية في العام 2022، تبقى ممارسة شعيرة عيد الأضحى “سائدة”، في المجتمع المغربي على “نطاق واسع”.
كما أن 12.6% من الأسر المغربية لا تمارس هذه الشعيرة، مع تسجيل ارتفاع في الأسر المغربية الساكنة في المدن، أو الأسر المكونة من شخص واحد.