أفادت مصادر مطلعة لـ “نيشان” أن سمير بلفقيه، عضو المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة، أضحى قاب قوسين أو أدنى من حمل حقيبة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار في التعديل الحكومي المرتقب.
يأتي ذلك في ظل الأزمة المستمرة بين الوزير عبداللطيف ميراوي وطلبة كليات الطب والصيدلة، الذين يقاطعون المحاضرات والامتحانات احتجاجًا على تقليص سنوات التكوين في الطب الى ست سنوات، مما أدى إلى انسداد الطريق أمام إيجاد حلول، وسط تهديدات بسنة بيضاء.
وبحسب المصادر، فإن هذا السيناريو كان معداً سلفاً، مما دفع بالقيادة الجماعية للحزب إلى إدراج بلفقيه في التشكيلة الجديدة للمكتب السياسي، بإيعاز من جهة رفيعة تعتبر بلفقيه الذي يشغل حالياً منصب مدير المدرسة الوطنية العليا للفنون والمهن بالرباط، البروفايل الأنسب لقيادة المرحلة المقبلة، ولاسيما “تهدئة الأوضاع” وإيجاد “حلول لأزمة الاحتجاجات” التي تشهدها كليات الطب، باعتباره شخصية “غير صدامية”. وفقا للمصادر
وكانت عودة “سمير بلفقيه” الى المكتب السياسي للحزب، قد شكلت مفاجأة كبيرة خلال الدورة الاخيرة للمجلس الوطني للبام المنعقدة مارس الفائت، وذلك بعد أن سبق له اعلان انسحابه من الحزب عقب المؤتمر الرابع الذي أسفر عن انتخاب عبداللطيف وهبي أمينا عاما للحزب، مرجعا السبب في قراره الى ما اعتبره إذاك “انزياحا للحزب عن مساره”.
وكتب بلفقيه موضحا في منشور مطول نشره على صفحته بفيسبوك “أن المواقف الأخيرة للتيار الذي أفرزه المؤتمر الرابع لحزب الأصالة والمعاصرة، فيما يتعلق- على وجه التحديد – بنظرته لمكانة الإسلام السياسي في العمل الحزبي، لَتُعَبِّرُ، بشكل صريح وواضح عن محاولة الإقبار النهائي للفكرة الأم والفكرة الأصل التي ألهمت ولا زالت تلهم فئات عريضة من المجتمع المغربي خصوصا لدى الشباب، فئات مجتمعية مقتنعة براهنية المشروع وعلة وجود الحزب وكذا ضرورة استدامة عرضه السياسي في فضاء حزبي مؤمن بالتعددية.
وأضاف بلفقيه في المنشور ذاته “أن هذا الانحراف عن المسار أصبح يهدد المشهد الحزبي برمته ويعلن القطيعة مع إحدى أهم مرتكزات مشروع الأصالة والمعاصرة الذي ظل يرفض ويقاوم جميع المحاولات التي تصبو إلى الاستغلال المقيت للمشترك العَقَدِي لتوجيه المغاربة نحو “التمكين” لمشروع سياسي بعينه”.