في خضم الأزمات التي تعصف بالمغرب، يجد المواطنون أنفسهم أمام صمت حكومي مقلق وتواصل غائب في اللحظات الحرجة. الفيضانات التي اجتاحت مناطق واسعة من الجنوب، إلى جانب الأضرار التي خلفتها، أظهرت مرة أخرى عجز الحكومة عن اتخاذ إجراءات فعالة أو حتى التواصل مع المواطنين.
في هذا السياق، عبّر السياسي والمحامي إسحاق شارية، في تصريح لـ”نيشان”، عن استغرابه من غياب التواصل الحكومي، واصفًا إياه بـ”جريمة أخرى” تنضاف إلى سلسلة “جرائم” ترتكبها هذه الحكومة في حق الشعب المغربي.
وأضاف قائلاً: “يتساءل المغاربة جميعهم عن أسباب صمت الحكومة تجاه ما يقع من كوارث… أليس هذا مخجلاً؟ إنه عار على حكومة غير قادرة حتى على التواصل مع المواطنين”.
من جهة أخرى، أشار شارية، الأمين العام للحزب المغربي الحر، إلى أن الدول المتقدمة تُشكّل خلايا أزمة بمجرد وقوع الكوارث، ويتم التواصل بشكل فوري ومستمر مع المواطنين لتقديم توجيهات واضحة ومعلومات دقيقة. إلا أن الحكومة المغربية تركت المواطنين يتابعون الوضع عبر وسائل إعلام أجنبية دون أي تعليق أو تواصل رسمي، وهو ما زاد من حالة الارتباك وعدم اليقين.
وعلاقة بالمذكرة التي أصدرتها وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، والتي تدعو من خلالها إلى تشجيع التلاميذ على ممارسة رياضة الكولف في المدارس، قال شارية: “هل هذه الظروف مناسبة للغولف؟ الناس كتموت وكتتشرد، وهو كيهدر على الغولف!”.
وتساءل شارية حول الأولويات الحكومية، مشيرًا إلى أن الكولف، الذي يعد “رياضة الأغنياء”، لا يمثل أولوية في ظل الظروف الراهنة، خاصة بعد تقهقر مرتبة المغرب عالميًا إلى المراكز الأخيرة في مجال جودة التعليم.
بالمقابل، قال شارية إن الوضع الحالي يتطلب إصلاحات جذرية في المناهج وبرامج التدريس، وليس التركيز على رياضات لا تتناسب مع واقع الأغلبية الساحقة من المغاربة.
وأضاف شارية بأن السؤال يبقى قائمًا حول مدى قدرة الحكومة على مواجهة الأزمات على أرض الواقع، عوض تكرار الشعارات الرنانة عبر “السوشيال ميديا”.