سلط تقرير نشرته اليوم الأحد صحيفة “لوبوان” الفرنسية الضوء على تداعيات إعادة انتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على العلاقات بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية.
وأضاف التقرير الذي اختارت له الصحيفة عنوان “المغرب-أمريكا: ماذا تعني إعادة انتخاب دونالد ترامب للرباط”، أن المغرب يأمل في الاستفادة من عودة ترامب إلى البيت الأبيض لتعزيز موقفه في قضية الصحراء المغربية.
وأشار التقرير الى أن رسالة الملك محمد السادس إلى ترامب عقب فوزه في الرئاسيات الامريكية، حيث عبر عن أمله في أن تظل العلاقات بين البلدين “شراكة استراتيجية” تعود بالنفع على الاستقرار الإقليمي.
كما ذكر التقرير أن ترامب خلال ولايته الأولى كان قد قدم دعمًا غير مسبوق لمواقف المغرب في نزاع الصحراء، حيث أعلنت الولايات المتحدة في ديسمبر 2020 اعترافها الكامل بسيادة المغرب على كامل أراضيه بما يشمل الأقاليم الجنوبية في الصحراء.
وشدد التقرير على أن هذا الاعتراف الأمريكي لم يكن مجرد دعم دبلوماسي، بل شكل نقطة تحول رئيسية في مسار النزاع. وأشار إلى أن هذا التحول دفع العديد من الدول الغربية، بما فيها إسبانيا وفرنسا، إلى تعديل مواقفها، رغم أن غالبية الدول العربية والإسلامية تواصل رفض الاعتراف بجبهة البوليساريو كدولة مستقلة.
وأشار التقرير إلى أن المغرب يتطلع إلى تعزيز هذا الزخم في العلاقات مع الولايات المتحدة بعد عودة ترامب، التي من المتوقع أن تمنح الرباط فرصة لاستمرار الضغط على المجتمع الدولي لحل النزاع وفقًا لخطة الحكم الذاتي المغربية. وقد أكد الملك محمد السادس في خطابه بمناسبة الذكرى الـ49 لمسيرة الخضراء أن المغرب يلتزم بمسار التعاون الدولي في سياق قضية الصحراء المغربية، مشيرًا إلى أهمية إغلاق هذا الملف بعد عقود من الجمود.
وفيما يتعلق بالعلاقات الثنائية، استعرض التقرير العلاقات التاريخية بين المغرب والولايات المتحدة، مذكرًا بأن الرباط كانت أول دولة تعترف بالاستقلال الأمريكي في عام 1777، وأكد على أن “كل رئيس أمريكي يحرص على استحضار هذه الحقيقة”.
ومع ذلك، أشار التقرير إلى التحديات التي قد تواجه الدبلوماسية المغربية، في ظل انشغال الولايات المتحدة بقضايا أخرى مثل الصراع في أوكرانيا والشرق الأوسط. ورغم ذلك، اعتبر الخبراء أن عودة ترامب قد تؤدي إلى تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، خاصة في ما يتعلق بالأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب.
على الصعيد الاقتصادي، أشار التقرير إلى أن الاتفاق التجاري بين البلدين، الذي تم توقيعه في 2004، أسهم بشكل كبير في تعزيز التبادل التجاري بين المغرب والولايات المتحدة، حيث بلغ حجم التبادل التجاري نحو 5,5 مليار دولار في 2023، مقابل 1,3 مليار دولار في 2006.
وختم التقرير بالحديث عن الدور الذي يلعبه المغرب كداعم للاستقرار الإقليمي، مشيرًا إلى المبادرات التي يقودها المغرب في أفريقيا، مثل “أنبوب الغاز المغرب-نيجيريا” ومشاريع التنمية في منطقة الساحل.