أعرب رئيس ميناء هويلفا، ألبرتو سانتانا، عن قلقه بشأن قرار شركة “ميرسك”، إحدى أبرز الشركات العالمية في مجال نقل الحاويات، بإعطاء الأولوية لميناء طنجة المتوسط بدلاً من ميناء الجزيرة الخضراء لإحدى أهم خطوطه البحرية.
وأشار سانتانا إلى أن هذا القرار يستند إلى الظروف الأفضل التي يقدمها المغرب، بما في ذلك الحوافز الضريبية وعدم فرض غرامات على انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
خلال مؤتمر صحفي لتقييم أداء عام 2024، أوضح سانتانا أن نقص الأمن القانوني والبطء الإداري في إسبانيا يشكلان عقبة أمام جذب الشركات.
وعلى الرغم من أن ميناء هويلفا قد استوفى متطلبات الامتيازات والمشاريع، أكد أن العديد من الشركات ترى أن المعاملات في إسبانيا بطيئة للغاية، مما يدفعها للبحث عن وجهات أخرى أكثر كفاءة.
في هذا السياق، دافع سانتانا عن إمكانيات ميناء هويلفا باعتباره موقعاً استراتيجياً لمشاريع الهيدروجين الأخضر والميثانول والأمونيا الخضراء. وسلط الضوء على مميزاته كميناء صناعي، وتوافر ساعات شمس طويلة في المحافظة، وموقعه الاستراتيجي البعيد عن روسيا. وقال: “لدينا العناصر اللازمة لقيادة السوق الطاقية في أوروبا”، لكنه شدد على ضرورة تحسين السرعة الإدارية وضمان الأمن القانوني.
من جهة أخرى، أشار نائب مدير ميناء هويلفا، ألفونسو بينيا، إلى أن نقص البنية التحتية، لا سيما فيما يتعلق بقدرة الشبكة الكهربائية، يشكل عقبة كبيرة. وأوضح بينيا أن المشاريع الصناعية الكبرى تتطلب إمداداً كهربائياً عالي القدرة، وهو ما لا يتوفر حالياً في منطقة الميناء أو في مناطق صناعية أخرى بإسبانيا.
على صعيد آخر، أبدى سانتانا تفاؤله بشأن توسيع الامتيازات في الميناء، مشيراً إلى أنه من المتوقع أن تصل المساحات المتاحة إلى ستة ملايين متر مربع بحلول عام 2025. وسيعتمد هذا النمو بشكل كبير على مشروع “ألتر إنيرسون”، الذي يغطي مليوني متر مربع ويخضع حالياً للموافقة. ويأمل سانتانا أن يساهم هذا التطور في ترسيخ مكانة ميناء ولبة كمركز رئيسي للمشاريع الطاقية والصناعية.
وأكد كل من سانتانا وبينيا على ضرورة تعزيز التنسيق بين الإدارات الحكومية للاستجابة بسرعة لاحتياجات الشركات. وشدد سانتانا على أن الأمن القانوني والسرعة الإدارية هما مفتاحان لضمان تنفيذ المشاريع الاستراتيجية في الموانئ الإسبانية، مما يسمح لها بالمنافسة على قدم المساواة مع مناطق أخرى تنمو بسرعة.
مدير ميناء هويلفا يحذر من منافسة المغرب ويدعو إلى الاجتهاد ل”إرضاء” الشركات العملاقة
