عاد الاحتقان ليخيم من جديد في أوساط الطلبة الأطباء، حيث أعلنت اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة عن تنظيم وقفة احتجاجية يوم 6 فبراير الجاري، للتعبير عن رفضها القاطع لما وصفته بـ “الوضعية المزرية في كليات الطب وطب الأسنان”.
وفي بيان صادر عنها توصل “نيشان” بنسخة منه، عبرت اللجنة عن استيائها الشديد من تزايد الإشكالات التي تعيشها مختلف الكليات الطبية والصيدلية، محذرة من تداعيات هذه الأوضاع على سير العملية التعليمية ومستقبل الطلبة.
وأكدت اللجنة في البيان ذاته أن التأخر المستمر في صرف المنح الجامعية والتعويضات عن المهام، إلى جانب غياب رؤية واضحة لإدارة الزمن البيداغوجي، قد فاقم الوضع المعيشي الصعب للطلبة، مما يزيد من الضغوطات عليهم ويعمق مشاعر الاستياء.
وفي وقت أشادت فيه اللجنة بنجاحها في الحصول على أحكام براءة لصالح 27 طالبًا، الذين تعرضوا للاتهام بالعصيان والتجمهر غير المرخص، أكدت أنها لن تقتصر على الاحتفال بهذه الانتصارات القانونية، مشيرة إلى أن المعركة لم تنته بعد.
وتابع البيان أنه بالرغم من توقيع الاتفاق بين الطلبة ووزارة التعليم العالي، تظل العديد من الإشكاليات عالقة، أبرزها الحالة المقلقة للدفعة 2023 التي تعيش تحت ضغط مضاعف بسبب النظام التكويني الهجين الذي يفرض عليها دراسة برنامج سبع سنوات في ست سنوات، وسط غياب أي تصور واضح لمستقبلهم الدراسي.
أما في شعبة الصيدلة، فقد رصدت اللجنة اختلالات جسيمة تؤثر سلبًا على جودة التكوين، لاسيما في كلية الطب والصيدلة بوجدة، حيث يعيش طلبة السنة الثانية وضعًا بيداغوجيًا غير مقبول بسبب التأخر في تقديم الدروس وغياب الامتثال للمعايير المقررة. وقد تصاعدت هذه الانتقادات لتشمل كلية الطب والصيدلة بفاس، حيث تم حرمان الطلبة من التداريب الإكلينيكية، ما يعد خرقًا صريحًا للمقررات المعتمدة.
وأضاف البيان أنه في الوقت الذي يطالب فيه الطلبة بمواصلة الحوار البناء حول محضر التسوية، فإن التماطل في إصدار النسخة المحدثة من دفتر الضوابط البيداغوجية، الذي كان من المفترض أن يتضمن التعديلات المتفق عليها، يفاقم من حالة الارتباك في الكليات. حيث يعاني الطلبة من غياب التنسيق والتواصل بين إدارة الكليات والممثلين الطلابيين، مما يزيد الوضع تعقيدًا ويهدد جودة التعليم.
من جهة أخرى، أثارت اللجنة في بيانها “التأخر في صرف المنح وتعويضات المهام”، والذي استمر – بحسبها – ليغذي مشاعر الإحباط بين صفوف الطلبة، الذين يجدون أنفسهم مضطرين لتحمل تكاليف باهظة دون أي دعم ملموس من الجهات المسؤولة.
وشدد البيان على أن هذه الأوضاع الصعبة تزامنت مع احتقان متصاعد في كليات طب الأسنان، حيث تعيش الكليات الكبرى مثل جامعة الدار البيضاء أزمة مستمرة بسبب الوعود غير الملتزم بها بشأن تحسين ظروف التكوين.
في الختام، أكدت اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان أن نضالهم لن يتوقف إلا بتحقيق كافة حقوقهم ومطالبهم، وأنهم سيظلون على العهد، متمسكين بمطالبهم العادلة، ومصممين على تحسين واقع التعليم العالي في بلادهم.