علمَ “نيشان” من مصادر مطلعة أن الاتحاد العام للمقاولين بالمغرب بصدد اتخاذ خطوات لإنهاء ولاية شكيب لعلج، الرئيس الحالي للاتحاد، وذلك إثر سلسلة من المشاكل والاتهامات التي طاردته في الفترة الأخيرة. وتسببت هذه المشاكل في انشغاله عن أداء مهامه الرئيسية، خاصة فيما يتعلق بالعلاقة مع الأنشطة الرسمية للوزارة المنتدبة المكلفة الاستثمار وتقييم السياسات العمومية.
وأضافت المصادر أن من بين أبرز القضايا التي أثقلت كاهل لعلج، شكايات رفعها مقاولون ومناولون ضد شركة “البناؤون الشباب”، التي كان لعلج يشغل فيها منصب المسير السابق وهو مساهم حالي في رأسمالها.
وأوضحت المصادر أن الشركة توقفت عن دفع مستحقات مالية عن مشاريع عقارية كبرى في الدار البيضاء، حيث تجاوزت بعض المستحقات 8 ملايين درهم (800 مليون سنتيم)، مما أدى إلى تراكم الديون على الشركة.
في ذات السياق، انضافت إلى هذه الأزمات مشكلة قانونية جديدة تمثلت في متابعة نجل لعلج قضائيا، بعد اتهامه بالمشاركة في اغتصاب إحدى المواطنات الفرنسيات. وتسببت هذه الحادثة في إلغاء سفر لعلج ضمن الوفد المغربي المرافق لكريم زيدان، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالاستثمار، الذي بدأ منذ الإثنين الماضي جولة ترويجية للاستثمار تشمل اليابان وكوريا الجنوبية. وكانت هذه الزيارة تتطلب حضور رئيس اتحاد مقاولات المغرب بشكل أساسي، لكن تطورات الوضع أدت إلى انسحابه من الوفد في اللحظات الأخيرة.
وأوضحت مصادر “نيشان” أن أعضاء “الباطرونا” يتجهون صوب عقد جمع عام استثنائي خلال الأيام القليلة المقبلة، لاختيار خليفة لشكيب لعلج. ومن المتوقع أن يقدم لعلج استقالته طوعاً في خطوة قد تأتي ضمن مساعي “الأعضاء” لضمان خروج مشرف له عوضا عن إقالته بشكل علني خلال الجمع العام.
وفي هذا السياق، تشير التوجهات داخل الاتحاد إلى أن “مهدي التازي”، الذي يشغل حاليا منصب نائب رئيس الاتحاد، هو الأوفر حظا لخلافة لعلج في منصب الرئيس، على أن يتم التعيين بشكل رسمي في الجمع العام العادي المقرر عقده عام 2026.
وأضافت المصادر أن شكيب لعلج يعيش حاليا وضعاً بالغ الصعوبة، حيث تزامنت الدعاوى القضائية والشكايات ضد شركته مع تدقيق داخلي لشركة “البناؤون الشباب”، التي تولى توفيق بنحبة مهمة تسييرها منذ أشهر. وأشار التقرير الداخلي إلى اختلالات محاسبية، أبرزها الفوترة المزدوجة، التي أثرت بشكل كبير على السيولة المالية للشركة وعلى أصولها التشغيلية، مما يزيد من تعقيد الوضع بالنسبة للرئيس الحالي للاتحاد.