وجه الحسين اليماني، الكاتب العام للنقابة الوطنية للبترول والغاز ورئيس الجبهة الوطنية لإنقاذ المصفاة المغربية للبترول، انتقادات حادة لتصريحات وزير الميزانية، فوزي لقجع، التي أكد فيها أن المغاربة الأكثر فقراً لا يستفيدون سوى من 14% من الدعم الحكومي المخصص لغاز البوتان، في حين تستفيد الفئات الأكثر يُسراً من نسبة تصل إلى 27% من هذا الدعم.
وأوضح اليماني، في معرض رده، أن كلام الوزير “غير دقيق”، مؤكدًا أن الزيادة في أسعار المحروقات وغاز البوتان تعد من الأسباب الرئيسية التي رفعت كلفة المعيشة على ذوي الدخل الضعيف والمنعدم. وأشار إلى أن هذا الارتفاع في الأسعار له تداعيات مباشرة على كلفة الإنتاج الحيواني والفلاحي، حيث يعتمد المزارعون والمربون على غاز البوتان في السقي وتربية الدواجن.
كما انتقد اليماني التفاوت الكبير في القدرة على مواجهة الغلاء بين الفئات الغنية والفئات الفقيرة، حيث قال: “إن الأغنياء يتوفرون على ما يكفي من الأموال لمواجهة ارتفاع الأسعار، بينما لا يستطيع الفقراء والموظفون والعمال مجابهة الغلاء حتى مع الدعم الاجتماعي أو الزيادة المحدودة في الأجور”.
وأكد اليماني أن الاستهداف الفعّال للدعم يتطلب تعميمه على الجميع لتسقيف الأسعار وجعلها ملائمة لمدخول الفقراء، مع الإقرار بضريبة على الثروة من أجل تمويل صندوق المقاصة بشكل مستدام، بدلاً من التفكير في إلغائه.
كما شدد اليماني على أن الحل يكمن في تبني آليات دعم أكثر عدالة لضمان استفادة الفئات الأكثر هشاشة من هذا الدعم بشكل حقيقي وفعّال.
وكان فوزي لقجع، الوزير المنتدب المكلف بالميزانية، قد أكد أمس الاثنين خلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب، أن الحكومة تخصص سنويًا ميزانية تتجاوز 15 مليار درهم لدعم استهلاك غاز البوتان بهدف دعم الفئات الهشة والفقيرة، مبرزًا في المقابل أن المعطيات الحالية تظهر أن هذه الفئة لا تستفيد سوى من نسبة 14% من الدعم الحكومي، في حين تستفيد الفئات الأكثر يُسراً من نسبة تصل إلى 27% من إجمالي الدعم.
وتابع الوزير، أن هذا الإشكال يمتد ليشمل الدعم على عدد من المواد الأساسية مثل الدقيق الوطني والسكر، مبرزًا أن هذا الوضع دفع الحكومة إلى إيجاد الطرق المثلى لاستهداف الفئات الفقيرة والهشة “التي من أجلها خُلق هذا الدعم”.
وأبرز لقجع أن آلية الدعم المباشر التي تستهدف هذه الفئة تمكّن من توجيه هذه الهوامش المالية التي تخصصها الحكومة لهذا الجانب بشكل أكثر فعالية، وذلك بهدف الابتعاد عن آلية “الدعم الشامل” التي تمكّن الميسورين من المغاربة من الاستفادة من الدعم على استهلاك يتجاوز بكثير استهلاك الفئة المعوزة.