أعاد الفيديو الذي انتشر بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، والذي يظهر فيه عامل عمالة إقليم سطات وهو يوبخ المدير الإقليمي للتعليم، المطالب بضرورة تفعيل القانون رقم 07.00 القاضي بإحداث الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين إلى الواجهة. هذا القانون ينص على أن المدير الإقليمي يجب أن يُعين من طرف الأكاديمية الجهوية، كونها مؤسسة مستقلة تتمتع بالشخصية الاعتبارية والاستقلال المالي والإداري.
واعتبرت مصادر مهنية، أن المدير الإقليمي في واقعة الفيديو قد تفرق دمه بين عدة شخصيات اعتباريّة: من جهة الشخصية الاعتبارية لمدير الأكاديمية، ومن جهة أخرى سلطة الوزارة باعتبارها الجهة الوصية، لينضاف إليهم أخيرًا “سلطة العامل” الذي تجاوز – وفقًا للمصادر – مهمة التنسيق بين المصالح الخارجية للوزارات، ليصبح العامل في هذا السياق رئيسًا تسلسليًا يقرع ويعطي الأوامر. في حين أن القانون ينص على أن “سلطة التعيين هي التي تمتلك سلطة التأديب”.
وذكرت المصادر أن القانون 07.00 المحدث للأكاديميات الجهوية ينص على أن الشأن التربوي هو من اختصاص هذه المؤسسة العمومية. بل إن وزارة التربية الوطنية والتعليم نفسها، لم يعد لها وفقًا لهذا القانون، الحق في التدخل بشكل مباشر، بل أصبح دورها مقتصرًا على “التمويل”، مثلما هو الحال في وزارة العدل في علاقتها بالمديريات الإقليمية.
وشددت المصادر على أن القانون المذكور منح الأكاديميات صلاحيات واسعة تشمل تعيين الأساتذة وترقيتهم وتأديبهم ونقلهم وغيرها من المهام المتعلقة بالتعليم.
وينص القانون 07.00 على أن المدير الإقليمي يتولى ممارسة الاختصاصات المفوضة إليه من لدن مدير الأكاديمية الجهوية، وهو ما يعتبر تأكيدًا من هذا النص على أن تفويض المدير الإقليمي يأتي من الجهة التي فوضته، وبالتالي فإنه يكون تابعًا بشكل مباشر لمدير الأكاديمية الجهوية وليس إلى وزارة التعليم أو عمال الإقليم.
وذكرت المصادر أن الفصل 145 من دستور 2011 يمنح للعامل دور التنسيق بين الجهود المبذولة على الصعيد الترابي وتمثيل السلطة المركزية في الإقليم فقط، دون أن يتجاوز ذلك الى “إصدار الأوامر”.
وكان عامل إقليم سطات، إبراهيم أبوزيد، قد أثار جدلًا كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي، إثر ظهوره في مقطع فيديو وهو يوبخ المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بسطات، عبد العالي السعيدي، أثناء لقاء إقليمي رسمي لمتابعة تنفيذ مشاريع مختلفة.
وظهر عامل سطات في الفيديو الذي تداول بشكل واسع، وهو يوبخ المدير الإقليمي للتعليم بشكل حاد بسبب ما اعتبره “تأخرًا” في إتمام إحدى الصفقات المرتبطة بقطاع التعليم، وسط اندهاش الحاضرين.
وخاطب عامل سطات المدير الإقليمي قائلاً: “واش عندك الفلوس ولا ما عندكش؟.. عندك الفلوس خدم، ما عندكش الفلوس قولهالي وما نبقاوش نكذبوا على الناس ونمشيوا في حالاتنا”، مسائلاً إياه عن مدة تعيينه في منصبه، حيث أجاب المدير الإقليمي بأنه يشغل منصبه منذ عامين، وهو ما زاد من حدة غضب العامل.
وأضاف عامل سطات قائلاً: “عامين وما درتي والو (…) إذا ما دازت الصفقة لغيها غدا (…) 6 سنين وما غيّرتهاش علاش؟ (…) لغَي الزمر وبين لي بلي راك خدام، وجيب لي الشغل مكاج”. وأضاف أيضًا: “إذا عندك شي خدمة عطيهالي، ما عندكش خرج عليا”.