كشفت المندوبية السامية للتخطيط عن استمرار فوارق الأجور بين الرجال والنساء بالمغرب.
وقالت المندوبية أن النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 18 و60 سنة يمثلن 32.2 في المائة من مجموع الأجراء في الوسط الحضري، موضحة أن هذه النسبة تظل أقل من تلك المسجلة لدى الرجال والتي بلغت 67.8 في المائة.
وعزت المندوبية، في مذكرة إخبارية بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، التمثيلية الناقصة للمرأة بين المأجورين إلى انخفاض مشاركتها في الحياة العملية.
وأفادت المندوبية إلى بأن معدل نشاط النساء انتقل من 30,4% في سنة 1999 إلى 21,5% سنة 2019. كما أن النساء يعانين من البطالة طويلة الأمد، 12 شهرا فما فوق، بشكل أكبر من أقرانهن الذكور، وذلك بنسبٍ بلغت 76,3% و63,8% على التوالي.
وعلاقة مع الرأس مال البشري، إن “مستوى تكوين المأجورين لا يزال محدودا، حيث أن أكثر من نصفهم (56,7%) لا يمتلكون أي مستوى تعليمي أو لم يتابعوا التعليم الثانوي”. أما حسب الجنس، تضيف المذكرة، فتفوق نسبة الرجال (59,2%) نسبة النساء (51,5%) في هذه الفئة من المأجورين.
وأرجعت المندوبية هذا المستوى المنخفض من التأهيل بشكل نسبي بتأثير الأجيال والصعوبات التي تواجه إدماج الخريجين الشباب في سوق العمل.
وفي هذا السياق، أوردت المذكرة أن النساء الأجيرات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 18 و29 سنة يفُقْن نظرائهن من الرجال من حيث رأس المال التعليمي الذي يصل إلى 11 سنة من الدراسة في المتوسط بالنسبة للنساء مقابل 9,5 سنة بالنسبة للرجال. ووفقا للمذكرة، فإن هذا التفاوت يميل إلى التحول لصالح الرجال بالنسبة للأجيال الأكبر سنا.
وعلى مستوى الخبرة المهنية، تفيد معطيات المندوبية بأن الفرق بين الرجال والنساء يظهر تقدما واضحا لصالح الرجال والذي يزداد مع تقدم العمر، مشيرة إلى أنه في بداية الحياة المهنية، يصل هذا الفارق في المتوسط إلى 0,4 سنة بين المأجورين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 سنة، ثم يرتفع ليصل إلى عامين بين أولئك الذين ينتمون للفئة العمرية 30-40 سنة، في حين يصل إلى 2,5 سنة بين المأجورين الذين تتراوح أعمارهم بين 45 و60 سنة.
وسجلت المندوبية أن الفوارق بين الجنسين في مجال العمل المأجور هو واقع راسخ في سوق الشغل. وتظهر مصادر هذا التفاوت إلى أي مدى تحدد الخصائص الفردية للمرأة مكانتها في هذا السوق، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى تفاقم فجوة الأجور بين الجنسين.
وتابعت أنه “في سنة 2019، بلغ متوسط الأجر الشهري 3800 درهم لكل أجير على المستوى الوطني، مع فارق ملحوظ بين المناطق الحضرية والقروية، حيث بلغ على التوالي 4500 درهم و2200 درهم”، موردة أن الرجال يحصلون، في المتوسط، على أجر شهري قدره 3900 درهم، مقابل 3700 درهم للنساء.
و بالنسبة للأجراء الحضريين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و60 سنة، يبلغ متوسط أجور الرجال 4900 درهم، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 23 في المائة مقارنة بمتوسط أجور النساء الذي يبلغ 3900 درهم.
وبحسب المصدر ذاته، وصلت هذه الفجوة إلى أعلى مستوى لها، بفارق 41,4 في المائة بين الأجراء الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و44 سنة.
وزادت أنه “ورغم انخفاض هذه الفجوة بالنسبة للأجراء الذين تتراوح أعمارهم بين 45 و60 عاما، إلا أنها لا تزال قائمة لصالح الرجال وتبقى عند مستويات مرتفعة، تقترب من المتوسط العام لفجوة الأجور، بغض النظر عن الفئة العمرية”.