أثار الإعلان عن تنظيم النسخة الأولى من “معرض النقل السياحي (STTM 2025)” في مراكش، خلال الفترة من 20 إلى 25 فبراير المقبل، تساؤلات حول مدى قدرة مثل هذه المبادرات على تقديم حلول حقيقية لمشاكل القطاع. يأتي ذلك وسط انتقادات مهنية توجه إلى وزيرة السياحة “فاطمة الزهراء عمور”، ومخاوف بشأن كفاءة المدير الجديد للمكتب الوطني المغربي للسياحة، “أشرف الفائدة”، القادم من خلفية مهنية بعيدة عن قطاع السياحة.
المعرض الذي يهدف إلى تسليط الضوء على الابتكار والاستدامة في النقل السياحي، سيجمع بين شركات وطنية ودولية لتبادل الأفكار وعرض التقنيات الجديدة. لكن مصادر مهنية من داخل القطاع أكدت أن الحدث، رغم أهميته النظرية، لن ينجح في حل الأزمات العميقة التي تعصف بالسياحة المغربية، بدءًا من ضعف البنية التحتية للنقل السياحي وصولًا إلى غياب رؤية استراتيجية واضحة.
في هذا السياق، أكد مسؤول بوكالة للأسفار رفض الكشف عن هويته، أن “المعارض وحدها لا يمكنها حل مشكلاتنا، لأننا نواجه إكراهات وعقبات تتعلق بارتفاع تكلفة النقل، وضعف الخدمات اللوجستية، وغياب الدعم الحكومي الفعّال”. متسائلًا في السياق ذاته عن مصير السياسات والاستراتيجيات والبرامج التي سبق ووعدت بها وزيرة السياحة.
وتتعرض فاطمة الزهراء عمور، وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، لانتقادات حادة من قبل المهنيين الذين يرون أنها تكتفي بتنظيم فعاليات ومبادرات ذات طابع احتفالي، وأصبحت مختصة في التطبيل للأرقام والإحصاءات المتعلقة بتوافد السياح بشكل مبالغ فيه، دون التعمق في حل المشاكل الجوهرية.
وتؤكد المصادر أن “المعرض خطوة جيدة، لكن أين هي الحلول للمشاكل اليومية التي نواجهها، كنا ننتظر خطة لإنقاذ القطاع، لكننا نحصل فقط على وعود فارغة”.
من جهة أخرى، مازال تعيين”أشرف الفائدة” على رأس المكتب الوطني المغربي للسياحة، يثير موجة من الشكوك والاستياء بين المهنيين. الفائدة، الذي كان يعمل في قطاع المنتجات الاستهلاكية، يفتقر إلى الخبرة المباشرة في إدارة قطاع معقد وحساس كالسياحة.
وفي هذا السياق، تؤكد المصادر أنه من غير المقبول وغير المعقول “أن يُعيّن شخص لا يعرف تفاصيل القطاع لإدارة مؤسسة محورية مثل المكتب الوطني المغربي للسياحة”، معتبرة أن هذا التعيين يعكس غياب رؤية واضحة من الحكومة.
ومع اقتراب موعد المعرض في فبراير المقبل، يتساءل المهنيون عن مدى استفادة السياحة المغربية من هذا الحدث الدولي، أم أن ذلك سيظل مجرد واجهة تسويقية دون تأثير حقيقي.
وفي الوقت الذي تحتاج فيه السياحة إلى قرارات جريئة واستراتيجيات مستدامة، تواصل وزارة السياحة الإغداق على شركات التواصل في صفقات لتلميع صورة وزارتها وتضخيم المنجزات، بما يزيد من تعميق الفجوة بين وعود المسؤولين وتوقعات المهنيين يومًا بعد يوم، تقول المصادر.