أثارت الكارثة المروعة التي ضربت دوار أوكرضا في قبيلة سموكن ليلة السبت/الأحد موجة غضب واستنكار واسع بين الفعاليات المدنية والحقوقية، وذلك على خلفية التأخر الملحوظ في تدخل السلطات ورجال الوقاية المدنية لإجراء عمليات الإنقاذ والبحث عن ناجين، حيث اعتبرت الاستجابة بعيدة عن مستوى حجم الكارثة.
وأفادت شهادات محلية من سكان دوار أوكرضا بقيادة تمنارت، عمالة طاطا، أن الفرق المختصة تأخرت لساعات طويلة قبل الوصول إلى المنطقة المنكوبة، رغم التبليغ المبكر عن السيول العارمة التي اجتاحت المنطقة بفعل تساقطات مطرية رعدية غير مسبوقة. وكانت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع كلميم قد طالبت بتدخل عاجل للمروحيات لإجلاء المتضررين من الفيضان في أثناء الفاجعة حماية للأرواح، دون تجاوب. وهو ما أثار التساؤل حول فعالية الاستعدادات المسبقة لمثل هاته الكوارث.
من جانبها، وجّهت الفعاليات الحقوقية المحلية انتقادات لاذعة للسلطات، مؤكدة أن هناك “فشلًا ذريعًا” في إدارة الأزمة. واعتبرت أن عدم اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة لحماية السكان، على الرغم من التحذيرات المسبقة التي أطلقتها الجهات المعنية، “يعكس تهاونًا واضحًا في التعامل مع الخطر المحدق”.
وكانت المديرية العامة للأرصاد الجوية قد أصدرت نشرة إنذارية حمراء تحذّر من تساقطات مطرية قوية جدًا، محليًا رعدية، (تتراوح بين 80 و150 ملم)، مصحوبة برياح عاتية، ما بين مساء الجمعة وليلة الأحد التي شهدت فاجعة طاطا.
وفي سياق متصل، انتقدت الفعاليات الحقوقية المحلية تدخلات فرق الإنقاذ التي جاءت بعد وقوع الكارثة وليس قبلها، مشيرة إلى أن الإجراءات المتخذة لم تكن كافية لتجنب الكارثة، وأن عمليات الإغاثة تعاني من نقص واضح في التنسيق والجاهزية، مما أدى إلى تفاقم الوضع بالنسبة لسكان المنطقة الذين وجدوا أنفسهم معزولين بالكامل بسبب انقطاع خدمات الكهرباء والإنترنت.
يأتي ذلك في وقت دأبت فيه المنطقة على احتضان دورات تدريبية متخصصة في الإنقاذ من الكوارث الطبيعية، بتأطير مكونين أجانب بغرض تعزيز قدرات فرق الإنقاذ في التعامل مع مثل هذه الأزمات.
وتواصل فرق التدخل، حاليا مدعومة بهيئات مدنية، عمليات البحث عن جثث المفقودين تحت الأنقاض، موازاة مع مباشرة فتح المسالك المقطوعة جراء انهيار الصخور وفك العزلة عن المنطقة.
وفي ظل هذا الوضع المأساوي، دعت الهيئات المدنية والحقوقية إلى فتح تحقيق لمحاسبة المسؤولين عن التهاون في إنذار سكان دوار اوكرضا، خاصة وأن المغرب يشهد أمطارا طوفانية منذ اسبوعين في مناطق مختلفة وخاصة الجنوب والجنوب الشرقي.