يواجه الاتحاد الفرنسي لكرة القدم موجة هجرة للمواهب ذات الجنسية المزدوجة، وأبرز مثال تناوله الإعلام الفرنسي بإسهاب في الفترة الأخيرة كان اللاعب الموهوب الشاب إلياس بن الصغير، لاعب نادي موناكو الفرنسي، والذي يُعتبر من أبرز المواهب الكروية الواعدة في العالم، الذي قرر تمثيل بلده الأصلي، المغرب، بعد أن شارك سابقًا مع منتخبات فرنسا تحت 17 و18 و19 عامًا.
رغم المحاولات المتعددة التي بذلتها فرنسا لإقناعه بتغيير رأيه، اختار ابن مدينة “سان تروبيه” اللعب لـ”أسود الأطلس” بدلاً من المنتخب الفرنسي بقيادة ديدييه ديشان.
وفي مقابلة مطولة مع صحيفة Onze Mondial، تحدث اللاعب البالغ من العمر 19 عامًا عن قراره بشأن الجنسية الرياضية حيث قال إلياس “يقول الكثيرون إنني اخترت المغرب في وقت مبكر جدًا، لكن بالنسبة لي، لا يوجد وقت مثالي. عندما تريد شيئًا، عليك أن تسعى إليه وأن تخوض التجربة دون الالتفات إلى آراء الآخرين. أردت اللعب للمغرب، فلماذا أنتظر اللعب للمنتخب الأول لفرنسا بينما رغبتي الحقيقية هي اللعب للمغرب؟”
وأشار إلى دور المدرب وليد الركراكي في قراره، قائلاً “نعم، قراري جاء مبكرًا في مسيرتي، وأنا فخور بذلك. السبب الرئيسي هو أن المدرب وليد الركراكي استدعاني وأظهر لي ثقة كبيرة.”
كما أوضح أن الإنجاز التاريخي للمغرب في كأس العالم 2022 كان مصدر إلهام له “بالتأكيد، مشوار كأس العالم 2022 ألهمني، لكنه ليس السبب الوحيد. عندما ترى ما يفعله المغرب من أجل تطوير كرة القدم، مع المركز التدريبي الجديد وما تم تنفيذه لدعم الرياضة في المغرب، فهو أمر مذهل. كأس العالم في قطر كان مجرد مكافأة، لأن الأساس تم بناؤه منذ سنوات.”
مثل إلياس، اختار العديد من اللاعبين مزدوجي الجنسية تمثيل بلدانهم الأصلية بدلًا من فرنسا. والسؤال المطروح الآن: لماذا لم تعد فرنسا تجذب هذه المواهب؟
تشير التقارير إلى أن الدول الأصلية أصبحت توفر بنية تحتية ذات جودة تنافس مركز “كليرفونتين” الفرنسي الشهير.
وفقًا لـمحمد سليم بن عثمان، المدير الرياضي لتونس، طورت الدول الإفريقية استراتيجيات لجذب اللاعبين الشباب الذين نشأوا في فرنسا.
قال بن عثمان في حديثه لـ”France Football” “اللاعبون يدركون أنهم في بلدانهم الأصلية يمكنهم الاستفادة من الشراكات التجارية ويصبحون شخصيات بارزة. في المقابل، قد يكونون أقل ظهورًا في منتخب مثل فرنسا الذي يعج بالمواهب.”
الخلافات حول الصيام ورمضان
من الأسباب الأخرى التي دفعت مزدوجي الجنسية للابتعاد عن فرنسا، هو التعامل مع صيام رمضان. فقد أثارت سياسات الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، التي ترفض صيام اللاعبين أثناء المنافسات، حساسية كبيرة لدى اللاعبين المسلمين وامتعاضا لدى كثير منهم.
وردًا على هذه الانتقادات، قال رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم فيليب ديالو “لا أستطيع قبول الاتهامات بأن الاتحاد الفرنسي يمارس التمييز الديني. لم يمنع أحد في الاتحاد أي لاعب من الصيام. عندما يتم اختيار اللاعبين للمنتخب الفرنسي، لا نسألهم عن دينهم. هذه الاتهامات باطلة وغير عادلة.”