كشفت صحيفة “لانوفيل تريبون” الفرنسية عن سعي الجزائر لإطلاق مبادرة تهدف إلى استقطاب أكثر من 350 حرفيًا مغربيًا متخصصًا في فن الزليج التقليدي، للمشاركة في ترميم قصر المشور بتلمسان وتزيين مبانٍ عامة أخرى. ويأتي هذا المشروع رغم التوترات السياسية الحادة بين الجزائر والمغرب، والتي تفاقمت منذ إغلاق الحدود عام 1994 وقطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 2021.
ووفقًا للمعطيات التي أوردتها الصحيفة، فإن القنصلية الجزائرية في وجدة أجرت تحركات غير معلنة عبر وسطاء في قطاع البناء، لاستقطاب الحرفيين المغاربة، في خطوة تعكس الاعتراف الضمني بالكفاءة المغربية في هذا المجال. ومن أجل تأمين العملية قانونيًا، جرى تكليف شركة إنشاءات فرنسية مقرها باريس بلعب دور الوسيط، حيث ستوفر عقودًا رسمية تشمل راتبًا شهريًا يصل إلى 1,500 يورو، بالإضافة إلى تغطية كاملة لمصاريف النقل والإقامة والتغذية.
المبادرة، التي تحظى بإشراف مباشر من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، تضع الفنون التقليدية في قلب الرهانات الإقليمية، إذ لا تقتصر على فن الزليج فحسب، بل تمتد أيضًا إلى استقطاب حرفيين مغاربة متخصصين في النحت على الخشب والخياطة التقليدية، وفق ما نقلته الصحيفة الفرنسية.
وتابع المصدر ذاته، أنه ورغم أن العلاقات بين البلدين تعيش واحدة من أكثر مراحلها توترًا، إلا أن الجزائر تلجأ إلى الحرفيين المغاربة لإنجاز مشاريعها التراثية، ما يطرح تساؤلات حول دوافع هذا الاستقطاب في ظل استمرار القطيعة السياسية.