عادت قضية فندق “مرحبا” المهجور بمدينة الجديدة إلى واجهة النقاش، بعد أن وجّه النائب البرلماني يوسف بيزيد، عن فريق التقدم والاشتراكية، سؤالًا كتابيًا إلى وزيرة السياحة، فاطمة الزهراء عمور، حول مآل هذه المعلمة السياحية التاريخية، التي أُغلقت منذ حوالي 40 سنة، وتحولت إلى مأوى للمتشردين وملاذ للمنحرفين.
ويُعد فندق “مرحبا” من أقدم المؤسسات الفندقية في المغرب، إذ افتتح سنة 1952 من طرف شركة “باكي” الفرنسية، وصُمّم على شكل سفينة بإبداع مهندس إسباني. كان الفندق وجهة مفضلة للسياح المغاربة والأجانب، واستضاف شخصيات وازنة في السياسة والفن والأعمال، أبرزها الملك الراحل الحسن الثاني، الذي قضى به ليلة سنة 1963 خلال زيارته لمدينة آسفي، قبل اندلاع حرب الرمال مع الجزائر.
كما شهد الفندق إقامة حفلات وسهرات فنية خالدة، حيث غنى فيه الفنان العالمي شارل أزنافور سنة 1965، كما زاره عدد من الشخصيات السياسية، مثل الوزير الأول الأسبق أحمد عصمان، ووزير الداخلية القوي إدريس البصري، بالإضافة إلى كبار مسؤولي الدولة آنذاك.
لكن بعد سنوات من الازدهار، دخل الفندق في دوامة من المشاكل المالية والإدارية، انتهت بإغلاقه سنة 1986. ورغم محاولات فاشلة لإعادة تشغيله في بداية التسعينات، بقي الفندق مغلقًا إلى اليوم، ليتحول إلى بناية مهجورة تأوي المشردين وذوي السوابق الإجرامية.
وفي سؤاله الموجه إلى وزيرة السياحة، شدد النائب يوسف بيزيد على ضرورة تدخل الجهات المسؤولة لإيجاد حل عاجل لهذا الوضع المأساوي، مشيرًا إلى “تحول هذه المعلمة السياحية الوطنية إلى أطلال تأوي المتشردين ومنعدمي المأوى، وملاذ للمجرمين الفارين من الرقابة الأمنية، بعد أن تعرّضت أبوابه ونوافذه للتخريب والسرقة، وتحوّلت حديقته إلى أرض مهملة تعج بالأشواك والأعشاب الطفيلية”.
وطالب النائب البرلماني بضرورة تعزيز الأمن بمحيط الفندق، وتسوية وضعيته القانونية، إما عبر ترميمه وإعادة تشغيله، أو تفويته لمستثمرين جدد، أو استغلال العقار لإنشاء مرفق يخدم ساكنة المدينة.
في السياق ذاته، يطالب المهتمون بالشأن المحلي بالحفاظ على هذه المعلمة السياحية وإعادة إحيائها، بدل تركها عرضة للإهمال والتخريب، خاصة أنها تحمل جزءًا من تاريخ مدينة الجديدة، وشهدت محطات بارزة في مسارها السياحي والثقافي.